أنا لا أفقد الإحساس بالوقت،
بل أشعر بكل ثانية تمرّ كأنها سيرٌ على الجمر.
أعيش حياة فقيرٍ لا يملك من هذا العالم شيئًا
سوى المعاناة المستمرة،
في جحيمٍ عذابه لا ينتهي، إسمه :
حياتي البائسة الحزينة للغاية.
تبدأ معاناتي من لحظة استيقاظي،
أمشي إلى عملي لأنني لا أملك ثمن المواصلات،
أعمل عشر ساعات، ثم أعود سيرًا على الأقدام مجددًا،
أشتري القليل مما أستطيع من البقالة،
ولأني رجلٌ عجوز، عازب، وحيد،
أطبخ، وأغسل الصحون والملاعق وأواني الطهي،
أنظف، أرتب، أغسل ثيابي بيدي،
ثم ألتقط لحظة شاي أو قهوة كاستراحة سريعة،
أتصفح هاتفي، أتابع أخبار العالم الذي لا يلتفت لأمثالي،
أكتب، أنشر، وأحيانًا أتكلم مع من تبقّى من معارفي،
ثم أعود لأتابع أخبار العالم، السارّة وغير السارّة،
فأغفو متأخرًا، لأن عقلي لا يعرف الراحة،
وأصحو باكرًا من جديد، لتبدأ معاناتي الحزينة والمؤلمة مجددًا.
أنا رجلٌ عجوز، عازب، وحيد، فقير جدًا جدًا،
حكم عليّ القدر القاسي الظالم
بالأشغال الشاقة المؤبدة
في سجنٍ اسمه حياتي البائسة للغاية.
التي لا تفقدني الإحساس بالوقت فقط،
بل تقتل فيّ الأمل، والفرح، وحتى الإيمان أحيانًا.
كما يقول المثل:
"لم يذهب الفقر إلى مكان، ولم يذهب الكفر معه."