قالت الأستاذة فوز حمزة في بوح نثري:
أنا لست قصتي ..
فالقصة وهم من نسج الذاكرة ..
أنا لست أفكاري ..
لأنها وليدة المشاعر ..
والمشاعر لا تعرف سوى الحزن ..
أنا لست الماضي ..
لأني لا أدركه ..
لست المستقبل ..
لأني لا أراه ..
أنا بدون اسم بدون هوية ..
بدون جسد ٠٠
هذا الكون وأنا واحد ..
غير قابلين للقسمة ٠٠
لا أعرف الانتظار ..
لا أحسن التأمل ..
أنا هنا وليس هناك..
لا أعترف بالأزمان ..
فالوقت خدعة ٠٠
لا أغادر مكاني ..
لكني أتدفق في كل الاتجاهات ..
أنا الصوت الوحيد النابع من القلب ..
أنا اللحن المتفرد حين يعم السكون ..
أنا المعاني حين تختفي الكلمات ..
أنا الحلم ٠٠ أنا الحقيقة ..
أنا الجاهل ٠٠
أنا العالم ٠٠
أنا الحب والإيمان ٠٠
أتماهى مع حس الوجود ..
فتتلاشى الصور ..
أنا النور ٠٠ انا الضياء ٠٠
أنا الإدراك ..
أنا السّر ..
أنا الجوهر ..
..................
وقلت في معارضتها بقصيدة شعرية
أنا لست القصة
فالقصة وهم التذكار
أنا لست الفكرة
فالفكرة بنتي
ولدت من نبض الحزن المدرار
أنا لست الماضي
فالماضي صار
وطير طار
أنا بين جدار وجدار
يحجب عن ذاتي
غديَ الآتي
فأعيش بحالي لا حالي
وأعيش الآتي بلا آتي
لا أملك جسماً أو حتى اسماً
لا لافتة تعبيرية
لا يظهر لي لون هوية
هذا الكون أنا وحدي
لا تقسيماَ ..لا جزئية
لا أنتظر ولا أتأمل
لا أعترف بأي زمان
أي مكان
أرفض كل حدود
أي حدود
تفتأ تخدعني ليل نهار
أعلن عن آخر لاءاتي
لا ترسمني فوق جدار الدار
دعني أتدفق كالشلال
دع صوتي ينبع من قلبي
من شرياني
يترنم يملأ كل سكون الكون
أغاني
دعه يعبر عن مكنون الحب
ومخفي الكلمات
بأي معاني
دعني أحلم أني حلم صار حقيقة
دعني أجهل أو حتى أعلم
أني حب يخلط علمي
في إيماني
أتماهى مع سر وجودي
تتلاشى صوري
فأطير كما النور الساري
حتى أدرك أني أدركت الإدراك
وأعلن أني كنه الجوهر
والأسرار
27
قصيدة