عدد الابيات : 18
وَصَايَايَ لَكُمْ يَا بَنِيَّ عُهُودُ
تُضِيءُ لَكُمْ فِي الدُّجَى تَسُودُ
إِذَا اجْتَمَعْتُمْ فَكُونُوا ظُهُورًا
شِدَادًا كَأَنَّكُمْ بِالْعَهْدِ أُسُودُ
وَأَخْلِصُوا الْوُدَّ بَعْضُكُمْ
فَإِنَّ التَّوَادُدَ عَهْدٌ مَجِيدُ
وَلَا تَذَرُوا فِي الْخِصَامِ دُخَانًا
فَإِنَّ الْعَدَاوَةَ نَقْصٌ بَلِيدُ
وَرِثْتُ لَكُمْ مَجْدَ آبَاءَ صِيدٍ
هُمُ الْجُودُ وَالنَّبْلُ وَالْمَجْدُ عِيدُ
فَكُونُوا لِمَجْدِكُمُ خَيْرَ حُرٍّ
يُرَاعِي الْأَمَانَةَ لَا يَسْتَزِيدُ
إِذَا جَاعَ جَارُكُمُ فَاسْقُوهُ
مِنَ الْمَكْرُمَاتِ زُلَالًا بَرِيدُ
وَلَا تَخْضَعُوا لِلِئَامٍ غِوَاةٍ
فَإِنَّ اللَّئِيمَ ضَعِيفٌ طَرِيدُ
وَرِضْوَانُ رَبِّكُمْ تَاجُ فَخْرٍ
يُقِيمُ الْعُلَا حَيْثُ شَاءَ يُرِيدُ
إِذَا مَا اعْتَلَيْتُمُ فَازْرَعُوا الْخَيْرَ
فِي كُلِّ أَرْضٍ تُزِيلُ الْجُمُودُ
وَإِنْ جَارَ جَارٌ فَكُونُوا حُمَاةً
فَإِنَّ الْحَمِيَّةَ سَيْفٌ حَدِيدُ
وَلَا تَخْشَوْا فِي الْقَضَاءِ ظَلُومًا
فَإِنَّ الْعُلَا لِلْكِرَامِ الْمَدِيدُ
وَلَا تُفْرِطُوا فِي الزَّمَانِ فَإِنَّا
غَدَوْنَا وَمَا عَادَ يَوْمٌ بَعِيدُ
وَلَا تُسْرِفُوا فِي الثَّنَاءِ لِكُفْرٍ
وَلَا تَحْمَدُوا حَيْثُ كَانَ الْجُحُودُ
وَسِيرُوا بِنَهْجِ الْكِرَامِ عِظَامٍ
تَخِفَّ لَكُمُ الْأَرْضُ وَهَوَى الصَّعِيدُ
إِذَا جُرْتُمُوهَا فَكُونُوا مَضَاءً
تُحْيِي الْعُلَا فِي الْجِهَادِ السُّدُودُ
وَلَا تُهْمِلُوا فِي الْعُقُولِ سِرَاجًا
فَإِنَّ الْعُقُولَ بِالْحَقِّ لِوَاءٌ فَرِيدُ
فَهَذَا كَلَامِي وَهَذِي وَصَايَايَ
تَرْعَى الزَّمَانَ وَتُزْهِي الْخُلُودُ
374
قصيدة