عدد الابيات : 18
لِحُبِّكِ فِي قَلْبِي وِرَاثَةُ مُلْهَمُ
تَنَاسَتْهُ أَرْوَاحُ السَّمَاءِ وَأَنْجُمُ
تَرَاءَيْتِ لِي نُورًا يُحَلِّقُ سَاطِعًا
فَفِي كُلِّ جَفْنٍ مِنْكِ سِرٌّ مُكَتَّمُ
وَخُدُّكِ مِثْلُ الدُّرِّ فِي الْبَحْرِ لُؤْلُؤٌ
يُغَازِلُهُ مَوْجُ الشُّرُوقِ الْمُتبَسَّمُ
إِذَا مَرَّ سِحْرُ الْعَيْنِ بِالْأَرْضِ زُلْزِلَتْ
مَدَائِنُ مَنْ يَهْوَاكِ وَالصَّبُّ مُغْرَمُ
لَئِنْ كَانَ فِي قَوْمِي فَتًى مُتَشَبِّثٌ
بِعِزَّةِ نَفْسٍ، فَالْهَوَى لَسْتُ أُكْظِمُ
سَأَسْرِجُ أَشْوَاقِي إِلَيْكِ وَأَرْتَحِي
إِلَى بَابِ قَصْرٍ فِيهِ حُسْنُكِ مَحْرَمُ
وَأَطْوِي بِأَقْدَامِ الْمَشُوقِ فِدَاءَهُ
لِأَنْظَارِ عَيْنٍ لَيْسَ يَخْذُلُهَا الدَّمُ
وَحَيْثُ يَهِيمُ الْحُبُّ فِي نَبْضِ مُهْجٍ
يَهُونُ مَرَامُ الْعَيْشِ وَالْخَطْبُ أَعْظَمُ
وَمَا الْعُمْرُ إِلَّا فَجْرُ عَيْنٍ مُوَسَّدٍ
إِلَى وَجْهِكِ الْغَضِّ النَّدِيِّ الْمُبَسَّمُ
فَلَوْ أَنَّ لَيْلَ الْبُعْدِ يَسْتُرُ مُهْجَتِي
لَمَا هِمْتُ فِي ظُلْمَائِهِ أَتَوَهَّمُ
وَإِنِّي لَكِ جَمِيلُ بُثَيْنَةَ هِوَايَةً
أُسَاجِلُ فِي عِشْقِي، وَقَلْبِي مُتَيَّمُ
وَإِنِّي لَحُرٌّ فِي هَوَاكِ مُعَفَّفٌ
كَرِيمٌ، وَإِنْ شَاءَ الْوِصَالُ أُهَذِّمُ
فَلَا تَذْكُرِي فِي الْعَذْلِ صَبًّا مُوَلَّهًا
يُجَافِيهِ نَاسُ الْعَاذِلِينَ وَيَكْظِمُ
فَإِنِّي إِذَا مَا الصَّبْرُ وَلَّى تَجَلَّدَتْ
جُنُودُ الْهَوَى مِنِّي وَقَلْبِي مُقَدَّمُ
سَأَشْرَحُ فِي عَيْنَيْكِ سِفْرَ تَهَافُتِي
وَأُورِقُ فِي عِطْفِ اللِّقَاءِ وَأُكْرِمُ
وَأُبْدِي مِنَ الْأَشْوَاقِ مَا كَانَ خَافِيًا
وَإِنِّي بِعَهْدِ الْعَاشِقِينَ مُلَزَّمُ
وَمَا الْعِشْقُ إِلَّا بَحْرُ دَمْعٍ مُهَرْهَرٍ
عَلَى وَجْهِ صَبٍّ بِالْمَحَبَّةِ مُعْتَصِمُ
إِذَا نَادَتِ الْأَيَّامُ لُقْيَاكِ زُلْزِلَتْ
صُرُوحُ الضِّيَاعِ وَالْمُنَى تَتَبَسَّمُ
374
قصيدة