في سكون الليل...
تنساب مواويل الشعر و الهمسات...
تنسجه الكلمات على خيوط الساعات...
يخطّ أسرار المكان بأنفاس الذكريات...
تنبض الحكيات و الروايات...
تذوب الهويات في مد الانبثاقات ...
في صمت وهدوء دون خدلان وخيبات...
في هواجس الليل...
تنسجم الأرواح في وهج بالذات ...
تتراقص بين الدروب و الطرقات ...
تهرب من سجن العبارات...
إلى بحر بلا حواف أو حدودات
تبحث عن سطور في مذكرات الأمنيات...
في ملكوت لا يعرف "لا" أو "كيفيات"...
في سكوت الليل...
يبدا موكب مهرجان الكائنات...
ألحان تعزف بمختلف الايقاعات...
عبارات ترفرف كالفراشات...
مشاعر تتحرك بين الحروف و القافيات...
تُغني للوجود أجمل السمفونيات...
وتُذيب الزمان في يم الأبديات...
كانت السنواتُ هنا صفحات
تتراكم.. ثمّ تذروها النسمات
منا من ودّع " بالأنَّات والآهات"
ومنا من طالت به المسارات
في مكان تسقط فيه الأوراق..
حين يدنو الموعد المحتوم
في ركن المعمور.. صمتٌ يخيم
وخيوط الشمس تُحرقُ المكتوم
حين تنزف ذاكرة الأشجار
لا تعود.. كالعهد والأعمار
أنا من سأل الضوء عن الصور
فأجابني الظلّ: "أنت المعبر"
تمشي خلف الضوء المنكسر
تعلم أن الفراق مقدّر
يا معلّقًا بالمقام المسطّر
كأنَّ أغصانه في الخُضر
هيهات.. الدنيا دوّار عبور
كل صحيفةٍ .. تقلّبها الأقدار،
تكتب فيها"أنت المعبر"
في مكان مرارة تزور الديار...
تنسابُ الأحزان أنهارًا تغار
تحملُ في طيّاتها نَفَس انكسار
وأوجاعَ فِراقٍ كُتب في انتظار
ترسمُ على الوجوه خيوط انتحار
وسطَ ضجيجٍ وهمومٍ في انحدار
تتحدى الأرواحُ قسوةَ المسار
وتحيا بفيضِ الصبرِ والاختيار
نودّعُ ضيفَ الحياةِ بوقار
ونرضى بقدرٍ مكتوبٍ بجدار
نتعلّقُ باللهِ في كلِّ المسار
ونطمعُ في رحمتهِ دون انكسار
✍️ تأليف: إدريس هواري
تاريخ النشر: يوليوز 2025
جميع الحقوق محفوظة
إدريس هواري شاعر متأمل وفيلسوف بالفطرة، يمزج بين العمق الروحي والوعي القانوني، ويجعل من الكلمة رسالة صدق لا تُقاس بالجوائز أو التصفيق. يتمتع بقدرة عالية على بناء نصوص فلسفية رمزية متماسكة، وي