عدد الابيات : 19
يَا سَـارَةَ الْحُسْنُ انْتَشَى فِي خَدِّكِ
وَالْوَرْدُ يَغْمُرُ كُلَّ بَوْحِ صَدِّكِ
فِي عَيُونِ السِّحْرُ الَّذِي لَا يَنْطَفِي
نَجْمٌ تَأَلَّقَ فِي ضِيَاءِ خُلُدِّكِ
وَأَغَارُ مِن نَسَمَاتِ رِيحٍ حَوْلَكِ
تَسْبِي الْفُؤَادَ بِلَمْسَةٍ مِنْ يَدِّكِ
فَكَأَنَّ كُلَّ الْكَوْنِ أَسْرَارٌ بِهِ
تَخْفَى وَتَبْدُو فِي رَقِيقِ وَعْدِكِ
وَأَشْتَاقُ نَبْضَ الْحُبِّ فِي حَدَقَاتِهِ
وَأَصُوغُ مِنْ وَجَعِي نَشِيدَ سُعْدِكِ
يَا سَارَةَ الرُّوحِ الَّتِي مَلَكَتْ هَوَايَ
لَا يَغْفُو قَلْبِي فِي غَرَامِ وَرْدِكِ
كَمْ أَذْبَحَتْنِي غَيْرَتِي فِي بُعْدِكِ
وَأَحْرَقَتْنِي فِي لَظَى تَبْعُدِكِ
فَأَنَا أُحِبُّكِ حُبَّ مَنْ قَدْ ضَاعَ فِي
أَشْوَاقِ عَيْنِكِ فِي لُظَى وَصَدِّكِ
فَإِذَا لَقِيتُكِ يَا حَبِيبَتِي غَدًا
سَأَعُودُ مَنْ أَشْقَى لِرَجْعَةِ عَهْدِكِ
يَا سَارَةَ الْعُمْرِ الَّذِي لَا يُنْسَجُ
إِلَّا بِلَحْنِ الْعِشْقِ فِي أُنْشُودِكِ
أَغَـارُ عَـلَيْـكِ وكُـلُّ نَـبْضِي يَشْـتَعِلْ
وحُـبِّـي يُـعَـانِقُ في الهَـوى ما لا يَـحِكي
أَغَارُ مِـن النَّسَمَاتِ تَلْمَسُ وَجْنَتَكْ
ومِـن كُـلِّ طَـيْفٍ قَـد يُـراوِدُ خَـطْوَتَكِ
أَغَارُ مِـن النَّظَرَاتِ تَسْبِي قَلْبَكِ
ومِـن كُـلِّ صَـوْتٍ يُـرَاوِدُ لَـحْـنَكِ
فَـمَـا لـي سِـوى صَـدَّ الهَـوى أُخْفِيهِ
لَـكِـنَّ نَـارَ الغَيْـرةِ تَـحْـرِقُ مَـأْوَاكِ
أَحِـبُّكِ كَـالحُـلمِ الّـذي لا يَـنْطَفِي
ويُـشْـعِلُ دَمْعَـي مِـن غَـيَابِ طَلْعَتِكِ
وَكُلَّمَا أَرْنُـو لِـعَـيْنِكِ يَـعْصِرُ
قَلْبِي سُـؤالٌ فِـي لَهِيبِ صَمْتِكِ
أَغَـارُ ومَـا سِـرُّ الهَوَى إِلَّا جَمَـرٌ
يُـذِيبُ رُوحِي في غَـيَاهِبِ نَبْضِكِ
فَـقَلْبِي أَسِيرٌ فِـي وُجُودِكِ دائمًا
وَكَـمْ أَرَى العُـمْرَ يَـفْنَى فِي بُعْدِكِ
فَـتَـعَـذَّبَتْ أَشْواقِي وعَاشَتْ فِي أَلَمْ
ومَا لِي سِـوى قَـلْبِـي يُـرَاقِـبُ شَهْدَكِ
374
قصيدة