"فوق العشق… سُكنى"
وَسَدٌ على ذراعِ الهوى سدَّ جمرَ النَّوى
توارَتْ سماءُ الفُتونِ عن خيالِ رؤاها
وارتجَّ شرقُ البَحرِ، وغربُها لحُسْناها
تأمّلتْ سرَّ الكينونةِ، فاهتدتْ لمغزاها
ما خُلِقتِ سترًا، بل سَنًى في التجلّياتِ،
فأدركَ الحسُّ معنى أن تكوني سَناها
فجلَّ ثناءُ الرّبِّ فيما قَسَمَ من صَفاها
عَذْبٌ هذا القلبُ حين سكنتِ مورِدي
وأرتوي منها الحُسنَ، الوِقارُ السرمدي
ناعمةٌ كنسمةِ الفجرِ، من شامٍ وأندلسِ
تمشي، وروحُها بين قِلاعِ الكوردِ ناظرةٌ
تهمسُ كالعِطرِ، والريحانةُ سرٌّ أزليُّ التوقُّدِ
بين عينيها أسيرٌ أنا، أُحاكيها بِسكناتِ القَلبِ
وتأبى العيونُ أن تكونَ لنزيلٍ عابرٍ مُتردِّدِ
وشاحُ خدِّكِ إذْ شاحَ، مزّقَ أوصالَ خدِّي
لها ضياءٌ يُشرِقُ القلوبَ سموًّا وتألقًا
لا أطيقُ إلا وصالَها، في بُعدِها أنا السرابٌ
فأنّى لِوُجودي أو رِفدي قُربُ معشرِها؟
أنا المُيَتَّمُ الولهانُ بعينِ الحبيبِ المُرَدِّي
سُكناكِ حبٌّ وبصيرةٌ في قلوبِ الجِنِّ والإنس
ماهر كمال خليل
(جميع الحقوق محفوظة – لا يجوز النسخ أو الاقتباس دون إذن الكاتب)
21
قصيدة