أيها الظالمون الجُدد،
يا من ترتدون أقنعةَ العصر،
وتنقرون على لوحاتٍ مضيئة،
وكأن الرحمةَ تطبيقٌ يُحمَّل،
ثم تُغلقونه في وقت الذروة.
نمرودكم اليوم ليس رجلاً واحدًا،
بل هو نظامٌ يُفرِّخُ من رحمِ الظلام،
كلما سقط وجهٌ،
نبتت وجوهٌ أخرى،
كالسرطان، إن قُطع فرعٌ، نما فرعان.
لكن لا تظنوا أن الشرَّ أبديّ،
فالعدلُ قدرٌ للمظلومين،
وهذه مشيئةُ الله،
نورُ الخير سوف يبدِّدُ الظلام،
مهما كان سوادُه مستبدًّا،
فحتى أقسى العتمات،
تضعف أمام ومضة نورٌ خير.
في كلِّ حصنٍ مظلمٍ،
يشقُّ الفجرُ جدارَ العتمة،
وفي كلِّ دمعةٍ تُسكب،
بذرةُ ثورةٍ لا تموت.
الشرُّ ليس قدراً،
بل اختبارٌ يُظهرُ من نحن:
هل نكون تائهين في الظلام،
أم كالضوءِ الذي يخترقُه؟
العدلُ لا يُغتال،
لأنه ليس شخصًا،
بل هو الفجرُ الذي لا يُمنع،
والذاكرةُ التي لا تموت،
والموجةُ التي لا تكفُّ عن المد بعد الجزر.
فاصبروا،
فما أسرعَ سقوطَ الذين
يظنون الأرضَ عرشًا،
حتى تصحو الحجارةُ فتدحرُهم،
ويكون الترابُ أصدقَ منهم وطنًا.
وتذكروا قول الله تعالى :
ما للظالمين من حميم وشفيع يطاع.
فاصبروا، فإن الله مع الصابرين
الذين آمنوا وعملوا الصالحات.