عدد الابيات : 19
فِلَسْطِينُ يَا عَرْشَ الْكَرَامَةِ وَالْعَدْلِ
وَيَا شَمْسَ مَجْدٍ فِي السَّمَاءِ بِلَا أَفُلِ
وَيَا مَوْطِنَ الْأَحْرَارِ يَا نَبْضَ عِزِّنَا
لِأَجْلِكِ نَبْنِي بِالسُّيُوفِ وَبِالْأَمَلِ
أَيَا قُدْسُ، يَا رُوحَ السَّمَاءِ وَبَهْجَتِهَا
بِكِ الْخَيْرُ مَحْفُورٌ، كَبَدْرٍ عَلَى الطَّلَلِ
وَأَنْتِ الَّتِي فِي وَجْهِ كُلِّ مُغَيِّبٍ
تُنَادِينَ أَنَّ الْحَقَّ أَسْمَى مِنَ الزَّلَلِ
هُنَا صَخْرَةُ التَّوْحِيدِ تَرْوِي حِكَايَةً
عَنِ الْأَرْضِ، عَنْ نَصْرٍ تَأَصَّلَ فِي النُّبَلِ
وَإِنْ كَانَ ظُلْمُ الْقَهْرِ فَوْقَ تُرَابِهَا
فَإِنَّ غَدًا يَأْتِي بِمَنْ يَنْزِعُ الْكَلَلِ
أَيَا غَزَّةَ الْعِزِّ الَّتِي مَا انْحَنَتْ أَبَدًا
وَلَوْ مَرَّ فَوْقَ الْبَحْرِ أُسْطُولُ مُبْتَهِلِ
بِكِ الصَّبْرُ عُنْوَانٌ، وَعَزْمٌ فَلَا يُرَى
بِغَيْرِكِ فِي الدُّنْيَا كَصَخْرٍ وَلَا جَبَلِ
وَفِي رَامَ اللَّهِ، فِي كُرُومِ رُبُوعِهَا
شُمُوسٌ تُضِيءُ اللَّيْلَ مِنْ قَلْبِ مُكْتَمِلِ
هُنَا الطِّفْلُ يَرْنُو فَوْقَ جُرْحِ طُفُولَةٍ
وَيَحْمِلُ فِي رَاحَيْهِ سَيْفًا مِنَ الْعَمَلِ
وَفِي حَيْفَا، الزَّيْتُونُ يَحْكِي عُرُوبَةً
تَعَالَتْ عَلَى أَحْقَادِ بَاغٍ بِلَا خَجَلِ
وَفِي نَابُلُسَ الْأَمْجَادُ تُشْرِقُ فِي الْوَرَى
كَنَجْمٍ تَهَادَى فَوْقَ عَرْشٍ مِنَ الزُّلَلِ
أَنَا شَاعِرُ الصَّخْرِ الَّذِي لَنْ يُنَازِعَ
بِمَا قَالَ دَرْوِيشٌ، وَلَا أَحْمَدُ الْأَوَّلِ
أَتَيْتُ بِقَافٍ لَا يَمِيلُ عَنِ الصَّفَا
وَأَحْرُفُهَا مِثْلُ النُّجُومِ عَلَى الطُّلَلِ
فِلَسْطِينُ! أَنْتِ الْمَجْدُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ
وَأَنْتِ الضِّيَاءُ السَّاطِعُ الْحُرُّ لِلْأَزَلِ
لِأَجْلِكِ نَبْنِي بِالْحُرُوفِ مَلَاحِمًا
تُعَانِقُ هَامَاتِ السَّمَاءِ عَلَى الْمُقَلِ
فَيَا أَهْلَنَا، صَبْرًا، فَإِنَّ ظَلَامَهُمْ
كَمَوْجٍ مَضَى، وَالْبَحْرُ يَبْقَى بِلَا خَلَلِ
وَقُولِي لِكُلِّ الظَّالِمِينَ: نِهَايَتٌ
قَرِيبَةُ يَوْمٍ، فِيهِ عِزٌّ لَنَا أُكِلِ
فِلَسْطِينُ يَا دَرْبَ الرِّسَالَاتِ وَالْهُدَى
سَتَبْقَيْنَ فِي قَلْبِ الْقَوَافِي بِلَا مَلَلِ
385
قصيدة