عدد الابيات : 21
هَاكَ مِنَ الشِّعْرِ مَا تَخْضَعُ الْقِمَمُ
وَتَخْشَعُ الْأَرْضُ إِذْ تَتْلُوهُ وَالْفَمُ
سَارَةُ، يَا لُغَةً فِي الْحُسْنِ فَاتِنَةٌ
كَأَنَّهَا الْحُلْمُ، لَا زَيْفٌ وَلَا كَلِمُ
فِي مُقْلَتَيْهَا سِحْرُ الشَّمْسِ مُتَّقِدٌ
وَفِي ثُغُورِ الْهَوَى نَفْحٌ وَمُبْتَسَمُ
كَأَنَّ خَدَّيْكِ يَا مَعْشُوقَتِي شُهُبٌ
وَالْوَرْدُ يَغْبِطُهُ إِنْ لَاحَتِ النَّسَمُ
لَوْ أَنْشَدَتْكِ قُرُوحُ الْعِشْقِ مُلْتَهِبًا
لَأَطْفَأَ النَّارَ عِطْرٌ مِنْكِ مُنْسَجِمُ
أَبْكِيكِ؟ لَا، إِنَّ دَمْعِي قَدْ جَفَّفْتِ بِهِ
أَحْزَانَ قَلْبِي وَصَارَ الْهَمُّ يَنْهَزِمُ
يَا رُوحَ سَارَةَ، إِنَّ الْعِشْقَ مُكْتَمِلٌ
بِكِ الْجَمَالُ، فَهَلْ بِالْوَصْفِ مُتَّهَمُ
لَوْ عَاذِلِي بَصَرَتْهُ نَظْرَةٌ مِنْكِ
لَقَالَ: عَفْوًا، فَإِنِّي الْيَوْمَ مُغْتَنِمُ
فَهَلْ يُضَاهِيكَ وَصْفٌ فِي الْبَهَاءِ؟ وَهَلْ
مِثْلُ الضِّيَاءِ يُسَاوِي الضَّوْءَ وَالْعَدَمُ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْعِشْقَ مَغْفِرَةٌ
حَتَّى رَأَيْتُكِ، إِذْ بِالْحُبِّ نَحْتَرِمُ
فَامْدُدْ يَدَيْكِ، فَإِنِّي فِيكِ مُرْتَهِنٌ
يَا دُرَّةَ الْعُمْرِ، لَا بَحْرٌ وَلَا عَلَمُ
يَا سَارَةَ الْقَلْبِ، يَا مَنْ فِي الْهَوَى عَلَمُ
بِحُسْنِكِ الْيَوْمَ لَا يُبْقَى وَلَا يُذَمُ
يَا بَدْرَ لَيْلِي، وَيَا أَنْغَامَ سَحَرَتِهَا
مِنَ الْجَمَالِ، وَمَنْ فِي حُسْنِهَا حُلِمُوا
كَأَنَّ عِطْرَكِ مِنْ رَوْضِ الْجِنَانِ نَمَا
فَلَا الزُّهُورُ، وَلَا الْأَنْسَامُ، لَا النَّسَمُ
أَنَا الْمُحِبُّ الَّذِي جُنَّتْ جَوَارِحُهُ
فِي سِحْرِ عَيْنَيْكِ، لَا جُرْمٌ وَلَا نَدَمُ
قَدْ ذُبْتُ، لَكِنَّنِي بِالْعِشْقِ مُكْتَمِلٌ
فَمَا السُّطُورُ وَمَا الْأَلْوَاحُ وَالْقَلَمُ؟
إِذَا ابْتَسَمْتِ، تَرَى الدُّنْيَا مُنَوَّرَةً
كَأَنَّهَا بَعْدَ طُولِ الْهَمِّ تَبْتَسِمُ
وَإِنْ نَطَقْتِ، غَدَا الدُّنْيَا لَهَا نَغَمٌ
كَأَنَّهَا مِنْ عَبِيرِ الطِّيبِ تَنْهَزِمُ
يَا سَارَةَ الْقَلْبِ، إِنِّي مُذْ لَقِيتُكِ لَمْ
أَرْضَ الْأَمَانَ، وَلَمْ تَسْكُنْ بِيَ الْهِمَمُ
سَبْيُكِ الْعَذْبُ لَا يُشْفَى مُتَيَّمُهُ
فَكَيْفَ أَسْلَمُ؟ قُولِي كَيْفَ أَحْتَكِمُ؟
يَا مَنْ بِنَظْرَتِهَا رُوحِي مُجَنَّحَةٌ
إِنِّي أُحِبُّكِ حُبًّا خَالِدًا لَيْسَ يَنْهَزِمُ
401
قصيدة