عدد الابيات : 19
رَأَيْتُ اللَّيَالِي فِي سَلْقِينَ كَالطَّلِّ
تُهِلُّ عَلَى الْبُشْرَى وَتَزْهُو بِذَا الْحَلِّ
فَفِيهَا لِآلِ الْحُبَيْبَةِ عِزٌّ وَمَفَاخِرٌ
تَسَامَتْ كَفَخْرِ الْبَدْرِ لِغَسَقِ الطَّلِّ
لَهُمْ فِي مَيَادِينِ الْمَعَالِي مَقَامُهُمْ
كَأَنَّهُمُ النُّجْمُ الْمُنِيرُ عَلَى السَّهْلِ
سُيُوفُ هُدَاهُمْ لَا تَزَالُ مُشَرَّعًا
تَذُودُ الْعِدَا عَنْ كُلِّ خَطْبٍ وَنَهْلِ
وَإِنْ جِئْتَ أُحْصِي فَضْلَهُمْ وَسُؤُودَهُمْ
لَضِقْتَ وَضَاعَ الْعَدُّ فِي وَسَطِ الْحَسْلِ
هُمُ الْبَاذِلُونَ الْجُودَ كَالطَّلِّ أَغْدَقُوا
فَفَاضَتْ عُطُوفُ الْكَرْمِ مِنْ مَنْبَعِ السَّبْلِ
وَأَقْسَمْتُ لَوْ عَاشَ الْكِرَامُ بِمِثْلِهِمْ
لَسَادَتْ أَيَادِيهِمْ عَلَى جُودِ كُلِّ فَحْلِ
إِذَا قَالَ صُبْحُ الْجُودِ مِنْهُمْ تَأَلَّقُوا
كَأَنَّهُمُ الْبُدْرُ الْمُضِيءُ عَلَى النَّخْلِ
فَلَا تَسْأَلُوا عَنْ أَصْلِهِمْ وَمَعِينِهِمْ
فَإِنَّ مَعِينَ الْعِزِّ مِنْ طِيبِ ذَا الْأَصْلِ
إِلَيْهِمْ تَحُجُّ الرَّاحِلُونَ لِمَجْدِهِمْ
فَيَفْنَوْنَ فِي الْمَعْرُوفِ مِنْ أَكْرَمِ الْفَصْلِ
فَهَذَا مَدِيحِي فِي الْكِرَامِ وَحَقُّهُمْ
عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَنْ يُجِلَّهُمُ بِالْعُدْلِ
سَلِيقَتُهُمْ فِي الْعِزِّ بَاتَتْ مَقَامَهُمْ
فَمَا هُمْ بِإِحْنَاءِ السُّجُودِ وَلَا الذُّلِّ
إِذَا جَاءَهُمْ مُسْتَجِيرٌ بِوُدِّهِمْ
أَجَارُوهُ مِنْ بَأْسِ الزَّمَانِ وَمِنْ هَذْلِ
وَمَا زَالَ ذِكْرُ الْفَخْرِ فِيهِمْ مُؤَبَّدًا
كَأَنَّ لَهُ فِي صَدْرِ أَخْبَارِهِمُ النَّزْلِ
وَقَدْ شَادَ آلُ سَارَةَ لَنَا صَرْحَ عِزِّهِ
فَفَاضَ بِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْبَحْرِ لِلنَّهْلِ
فَخُذْ مِنْ بَيَانِي مَا أَفَاضَتْ حُرُوفُهُ
لِكُلِّ فَتًى يَسْعَى لِإِكْرَامِ ذَا الْفَضْلِ
فَإِنِّي وَإِنْ قُلْتُ الْمَدَائِحَ فِي الْأُولَى
فَإِنَّ الَّذِي أَعْلُوهُ مِنْ فَخْرِهِمْ ظِلِّي
وَحَسْبِي بِهِمْ فَخْرًا وَمَجْدًا وَرِفْعَةً
إِذَا مَا ذَكَرْتُ الْعِزَّ قُلْتُ بِهِمْ كُلِّي
وَمَا زَالَ ذِكْرُ الْعِزِّ فِيهِمْ مُعَلَّقًا
عَلَى جِيدِ فَخْرٍ لَا يُفَكُّ وَلَا يُحْلِي
395
قصيدة