عدد الابيات : 23
أَغْرَى الْفُؤَادَ بِبَدْرٍ نُورُهُ سَاطِعُ
وَسَيْفُ عَيْنَيْكِ فِي الْحَالَيْنِ قَاطِعُ
لِلَّهِ وَجْهُكِ يَا ذَاتَ الْجَمَالِ وَكَمْ
فَاضَ الْبَهَاءُ بِهِ وَالطُّهْرُ رَائِعُ
يَا نُورَ قَلْبِي الَّذِي أَحْيَيْتَهُ أَمَلًا
وَغَيْثَ رُوحٍ بِهِ الْأَحْلَامُ نَافِعُ
خَصْلُ شَعْرٍ تُغْرِي اللَّيْلَ فِي حُلَلٍ
وَمِنْ عَبِيرِكِ فَاحَ الْكَوْنُ يَانِعُ
وَالْوَرْدُ يَذْبُلُ مِنْ خَجَلٍ إِذَا بَسَمَتْ
شِفَاهُكِ الْعَذْبُ، لَحْنُ الْقَوْلِ سَامِعُ
أَمَّا عُيُونُكِ يَا بَدْرَ السَّمَاءِ بِهَا
تَحْيَا الْقُلُوبُ، وَفِيهَا الْحُسْنُ شَاسِعُ
فِيهَا الْأَمَانُ وَفِيهَا النُّورُ مُشْعَلُهُ
وَفِي ظَلَامِ الدُّجَى بِالْبَدْرِ لَامِعُ
يَا مَنْ تَغَنَّى بِهَا الشُّعَرَاءُ مِنْ زَمَنٍ
يَا سِحْرَ كُلِّ الْقُلُوبِ، الْحُبُّ جَامِعُ
أَخْلَاقُكِ الطِّيبُ وَالْآدَابُ شَاهِدَةٌ
وَالْحُسْنُ يَزْهُو، وَمِنْ قَوْلٍ بَدَائِعُ
كَأَنَّ صَوْتَكِ أَلْحَانٌ تُرَاقِصُنَا
وَالْحَرْفُ مِنْكِ جُمَانٌ نَادِرُ الطَّابِعِ
الْقَوْلُ مِنْكِ كَأَصْدَافٍ بِهَا دُرَرٌ
وَصَوْتُكِ النَّغَمُ الْمَكْنُونُ سَامِعُ
مَاذَا أَقُولُ وَفِيكِ الْحُسْنُ مُكْتَمِلٌ
وَالرُّوحُ مِنْكِ بِأَنْوَارِ الْهَوَى سَاطِعُ
يَا مَنْ مَلَكْتِ فُؤَادِي دُونَ مَا سَبَبٍ
يَكْفِيكِ أَنِّي إِلَيْكِ الْقَلْبَ خَاضِعُ
لِأَوْصَافِكِ الشُّعَرَاءُ قَدْ عَجَزُوا
وَكُلُّ مُفْرَدَةٍ لِلْمَعْنَى تَوَاضَعُ
حُبُّكِ سِرِّي فِي الْقَلْبِ أُخَبِّئُهُ
كَالْبَدْرِ فِي لَيْلٍ بِهِ الْأَفْلَاكُ مَوَاجِعُ
تِلْكَ النُّجُومُ قَضَتْ أَقْدَارَهَا أَبَدًا
وَجْهُ الْحَبِيبَةِ مِثْلُ الْبَدْرِ مُكْتَمِلٌ
وَالْقَلْبُ نَحْوَ عُلَاهَا دَوْمَ طَامِعُ
يَا طِيبَ رُوحٍ بِهَا الْأَحْزَانُ تَنْطَفِئُ
يَا غَيْمَةً مَلَأَتْ أَكْوَانِيَ رَافِعُ
أَنْتِ الْحَيَاةُ وَفِيكِ الرُّوحُ هَائِمَةٌ
وَأَنْتِ وَعْدُ غَدٍ بِالْخَيْرِ جَامِعُ
يَا نَبْضَ عُمْرِي وَبَيْتَ الْحُبِّ مُقْتَبَلِي
عَهْدُ الْوَفَاءِ عَلَى الْأَيَّامِ شَاسِعُ
يَا سِحْرَ عَيْنَيْكِ، فِي رُؤْيَاهُمَا أَمَلٌ
يَجْتَاحُ نَفْسِي كَفَيْضِ النَّهْرِ دَافِعُ
الْحُسْنُ فِيكِ وَفِي أَخْلَاقِكِ اجْتَمَعَا
كَالشَّمْسِ، نُورٌ، وَفِي أَفْعَالِكِ شَافِعُ
387
قصيدة