الديوان » محمود الجدامي » سلوا الأطلال

عدد الابيات : 18

طباعة

سَلُوا الأَطلَالَ أيَّ بُكًىٰ أَجَابَتْ

وَكَمْ مُسْتَـوْقِفًا لِقِـرَاهُ جَـادَتْ

وَقَفْـتُ بِهَا صَمُوتًا غَيْـرَ أَنِّـي

لَمُسْـتَعِرٌ، وأنَّ العَـيْنَ صَـاحَتْ

كَأنِّي قَد رَأَيْتُكَ حِيـنَ صَـالَتْ

بِكَ الأَسْقَامُ يَا أَبَتِي وَجَالَتْ

وَأَنْتَ بِهَا الصَّمُوتُ ولَسْتَ تَشْكُو

عَلَىٰ أنَّ العِـظَامَ شَـكَتْ وَذَابَتْ

وَصَدرُكَ ذَا الَّذِي نَخَرَتْ هُمُومٌ

بِـهِ كُـنَّـا نُـوَقَّـىٰ حَـيْـثُ دَارَتْ

وَعَقْـلُكَ مَا لِعَـقْلِكَ مِنْ مَثِـيلٍ

يَشُـقُّ دُجًـىٰ بِأَفْـهَامٍ أَضَـاءَتْ

تَـوَغَّلَ فِيـهِ نَصـلٌ مِـنْ قَـضَـاءٍ

وَمَا نَفْسٌ عَنِ المَكْتُوبِ حَادَتْ

كَـأَنِّي قَـد رَأَيْـتُكَ، كُنْتَ نَجْـمًا

دَلِيـلًا، أو رُجُـومًا قَـد تَـوَالَـتْ

تَقُولُ الحَقَّ لَا تَخْشَىٰ وُجُوهًا

تُحَـوِّلُـهَـا الجِـهَاتُ كَـمَا أَرَادَتْ

وَتَـنْـفِـرُ مِـنْ رُكُـونٍ لِلْعَـطَـايَـا

وَإِنْ أَحنَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَـالَتْ

عَمَـرتَ البَيْـتَ قُـرآنًا بِصَـوْتٍ

مَـلَائِـكَـةُ السَّـمَاءِ بِـهِ تَبَـاهَتْ

وَخَـطٌّ مِـنْ يَـمِـيـنِـكَ لَاَحَ فَـنًّـا

بِلَا دَرسٍ سُطُورُكَ مِنْهُ زَانَتْ

يَمِينُكَ ذِي الَّتِي زَرَعَتْ بُذُورًا

رَبِحـتَ البَـيْـعَ تَجنِـيهَا تَعَـالَتْ

كَأَنِّـي قَد رَأَيْـتَـكَ يَـوْمَ فَجْـعٍ

تَفَجَّرَتِ الدُّمُــوعُ بِهِ وَمَـاجَتْ

بِـيَـوْمٍ حُـمِّـلَ القَـلْـبُ بِـمَـا لَوْ

تَـحَـمَّـلَـتِ الجِـبَـالُ بِـهِ لَزَالَتْ

وَغُسْلُكَ كَانَ مِنْ عَيْنِيَّ طُهْرًا

وَمِنْ قَلْبِي مَعِينًا مِنْهُ فَاضَتْ

عَزَائِي وَجْـهُكَ الوَضَّـاءُ فِـيهِ

وَبَسْمَتُكَ المَلِيـحَةُ مَا تَوَارَتْ

عَــزائِــي أَنَّــهَــا دُنْــيَـا، وَأَنَّـا

عَـزَاءَاتٌ مُــؤَجَّــلَـةٌ تَـلَاقَـتْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود الجدامي

محمود الجدامي

3

قصيدة

مَحمُود الجِدَامِيّ، مصريّ الجنسيّة من مُحافَظةِ المنيا، سُنِّيُّ المُعتَقَد حنفيُّ المَذهب، مُتيَّمٌ باللُّغةِ العربيّة وعُلومِها ومُحِبٌّ للشِّعر والشُّعراء، يَدرُسُ بكُليَّةِ دارِ العُلوم.

المزيد عن محمود الجدامي

أضف شرح او معلومة