عدد الابيات : 12
كم المسافةُ بينَ الذاتِ والصدرِ؟
تمضي وراءً، ويمضي التيهُ بالعُمْرِ
ولا تعي أن تيهَ المرءِ داخلَهُ
ما لم يُضِئْ شُرُفاتٍ في مدى الصدرِ
تسامرُ الليلَ، تَشْجَو إذ يُسِرُّ لها:
أخافُ يمحو ظلامي شُرفةَ البدرِ
لا تأسَ يا ليلُ! منذُ اليومِ أكتبُني
شِعرًا يضيئُك حتى آخرِ الدهرِ
تعالَ نبتكرِ الأحزانَ أَخْيِلةً
لكي نروِّضَ خيلَ الواقعِ المرِّ
ونَبْتَني لغةً نحيا بها جُمَلًا
مُمَوْسَقاتٍ ببيتٍ في رُبى الشِّعرِ
وكلما كِلْمةٌ من بالِها شَرَدتْ
أضاءَ نجمٌ يَزِينُ الليلَ بالفِكْرِ
والحزنُ إن جَنَّ مدَّ الليلُ أسودَهُ
أنِ ارسمي فرحًا بالأنجمِ الزُّهرِ
أذي النجومُ دموعٌ أم ندوبُ هوًى
أم أنها نظَراتُ الناسِ في السرِّ؟
تقولُ: يا ليلُ! هذا الغيمُ أمنيتي
طارت بها الريحُ لهوًا في المدى الحُرِّ
تمضي، وتشرُدُ أسرابُ الكلامِ، إلى
أنِ امَّحى فمُها المسكونُ بالهجرِ
تسرَّبَ الليلُ فيها، فاحتوتْهُ، وهل
يُطاقُ حملُ سماءٍ دونما فجرِ؟
17
قصيدة