عذرًا حبيبتي
إن جئتك أبكي زلّاتي أو أطلب منك الغفران
فأنا أحمقْ
فأنا أدمنت الحب بشطآنك
واليومَ طواعية أغرقْ
قد عشت العمر أبيع العشق بمرفئك
والبحر ينادي.. وأنا أهربْ
والموج بلا وعٍ يسرقْ
يسلبني جسدًا لا روحًا
أرجوك يا عمري لا تقلقْ
فأنا إن رُحتُ مع الطوفان
أو ضل شراعي وتمزقْ
قد ضعتُ مع البحر ببعضي
والقلب هنا يسكن ميناءك فى صمت
ويداري ذنبي فى خجل
ويسبّ حماقاتي علنًا
يرجو لو يومًا يتكلم.. باسمك ينطقْ
***
العالم دونك أوهام.. وضلالات وخيالات
وسراب يغري الظمآن
العالم دونك مجنون
صحراء جرداء
العالم دونك صبّار
أنتِ العبق وأنت الزنبق
أنتِ حقول الفل.. سنابل قمحي
أنتِ نسماتي..
وأنتِ الريح الطيبة وأرق رقائق نغماتي
حتى وأنا أبحر عنك
تبقَيْ دليلي ونجماتي
وضياء القمر بظلماتي
وأنيسًا فى الأفق يحلق
تسقيني الماء بكفيْكِ وأنا العاصي
ويقينك يعبث بيقيني
ويدغدغ عمدًا إخلاصي
فأناجي الليل ودمعاتي تقسم ألفًا أني أعشقْ
لكن البحر أغواني
والضعف يزلزل أركاني
قدر ذلت قدمي بلا عذر
وبلا وعي
وبلا منطق
نظرات اللوم تلاحقني
وتؤرقني
وتمزقني
وسياط عتابك تُلهبني
والدمع يسيل من عينك
فأراه لوجناتي يحرق
والبحر الموحش مُذْ بدأ
يأخذني بلا وعى حتى
إن مر بعمق يرعبني
فالقادم لا شكَّ الأعمقْ
موج يأخذني إلى موج
ورياح تلقيني بعيدًا
حتى والليل إذا يغشى
يتساءل فى ذعر قلبي
هل غرّب فُلْكي.. أم شرَّق؟
وأضيع بلجّة شهواتي وضلالاتي
والكون يضيق بما رحب
فتزيغ عيوني فى الأفق تنشدك قمرًا يتألق
وإيماني أني لن أهلك
حتى إن كنت عصيت وضللت
غفرانك حقي من أذل
سنوات القلب بمحرابك
ويقينك أنى لم آت عتباتك يوما أتملق
أرجوكَ يا عمري أن تصفح
أن ترحمَ ضعفًا يسكنني
أن تمحو عني خطاياي
فجسدي وإن كان كذوبًا
قلبي أصدق
عذرًا حبيبي
إن جئت أبكي زلاتي
فأنا أحمق
12
قصيدة