عدد الابيات : 20
يَا مُبدِعَ الحُسنِ الفريدِ بِحُسْنِهِ
يَا آيَةَ الإِبداعِ في إِتقَانِهِ
يَا كَوكَبًا يَسْرِي بِلَيْلِ تَأَلُّقِي
وَيُضِيءُ دَرْبَ العَاشِقِ الوَلْهَانِهِ
يَا مَنْ صَفَتْ أَروَاحُنَا بِوِصَالِهِ
وَغَدَتْ كَحُلْمٍ رَاقِصٍ في آنِهِ
أُحْيِي الليَالِي بِالهَوَى وَأُرَقِّبُ
طَيْفًا يَسِيرُ بِرُوحِيَ الظَّمْآنِهِ
يَا وَحْيَ شِعْرِي في الغَرَامِ وَمُلْهِمِي
يَا نَبْضَ قَلْبِي يَا سِرَّ أَوزَانِهِ
فِيكِ التَّفَرُّدُ، وَالجَمَالُ مَلَاذُهُ
وَعَلَيْكِ صُغْتُ مَجَازَ أَلْحَانِهِ
رَجَحَتْ بِحُبِّكِ كَفَّتِي في عِشْقِهَا
وَتَنَاثَرَتْ أَشْوَاقِيَ الوُسْطَانِهِ
إِنْ قِسْتُ صَبْرِي بِالعَذُولِ فَإِنِّي
جَبَلٌ يَطُولُ السُّحْبَ فِي قِيعَانِهِ
حُبِّي لَهَا نَارٌ تُذِيبُ صَلَابَتِي
وَتَزِيدُنِي وَجْدًا عَلَى نِيرَانِهِ
مَا كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ عَينَكِ فِتْنَةٌ
وَإِذَا بِهَا تَسْرِي إِلَى أَكْوَانِهِ
يَا كَوْكَبَ الشَّرقِ الأَغَرِّ بِنُورِهِ
يَا مُزْنَةً تَهْطُلْ بِفَيْضِ حَنَانِهِ
يَا قِبْلَةَ الأَحْبَابِ يَا شَمْسَ الدُّجَى
يَا لُؤْلُؤَ الفُرْسَانِ فِي تِيجَانِهِ
لَوْلَا هَوَاكِ لَمَا تَنَفَّسَ خَافِقِي
وَلَمَا تَشَكَّلَ صَدْحُهُ بِبَيَانِهِ
يَا بَدْرَ هَذَا الدَّهْرِ يَا دُرَّ العُلَا
يَا نَبْضَةَ الأَيَّامِ فِي إِيقَانِهِ
لَوْ كَانَ عُمْرُ العَاشِقِينَ مُضَاعَفًا
لَمَشَيْتُ عُمْرَ العُمْرِ فِي عُدْوَانِهِ
فِي وَصْلِكِ الأَزْمَانُ تُزْهِرُ بَهْجَةً
وَيَسِيلُ مِنْكِ السَّعْدُ فِي أَغْصَانِهِ
لَا تَسْأَلِينِي عَنْ سُهَادِيَ لَيْلَةً
فَأَنَا أُرَاقِبُ لُؤْلُؤَ الأَجْفَانِهِ
وَأُفَتِّشُ الأَيَّامَ بَينَ عُيُونِكِ
وَأُحِيكُ مِنْهَا سِحْرَهَا وَبَيَانِهِ
يَا جَنَّةً فِي الأَرْضِ حَلَّتْ مُذْهِلَةً
وَتَشَكَّلَتْ بِبَهَائِهَا الرَّوْحَانِهِ
إِنِّي لَأُغْرِقُ فِي هَوَاكِ مُنَعَّمًا
وَأُقِيمُ عَرْشَ العِشْقِ فِي أَرْكَانِهِ
472
قصيدة