النَّاسُ تجري في الجهات الأربَعةْ

وأرى التَّمنِّيَ دونَ سعيٍ مضْيعَةْ

والكُلُّ خلفَ المالِ يسعى جاهداً

ولرُبّما نالَ الوجاهةَ إمَّعَةْ

والسَّبْقُ لا يعني جلالةَ سابِقٍ

تأتي الثلاثة قبل تلك الأربعةْ

والقولُ يخبرُ عن حقيقة قائلٍ

ويقال عن رأسِ الغَبيِّ مُربّعةْ

وغصونُ ضوءٍ من خلال غيايةٍ

طرحتْ شُعاعاً فاجتهدتُ لأجمعَهْ

في غابة الأقدار يخطو غافل

وسعت عقارب ساعةٍ كي تلسعه

أحلامنا صارت عوانس رغبة

ولها أحاديث انتظار مفزعة

وقطار أخلاق يجوب مدينة

فيه المخادع صار يخدع مخدعَه

قد زوّروا الأسماء كيد ضلالة

كالخمرة الحمقاء قيل لها: (جِعة)

وعلى الكرام تنمرتْ مَن دونهم

السّرجُ يُسكتُ والكلامُ لبرذعة

يتشبهون بنا وليسوا مثلنا

مثل الثّريد تغار منه مسقّعة

والذكريات دنا سديم ظلالها

فغشى على باقي الجديد ليخضعه

مازالت الأوهام تجلد ذاتنا

وعلاجنا الإسلام لو عشنا معه

والجهل يقتل أمة أمية

وتراه يشبع ثم يلعق إصبعه

دارت رحى حرب البسوس لناقةٍ

ولها ظلالٌ ما تزال مروعة

جساس تغلب قد تحامى ناقة

وبسهم من آواهُ لاقى مصرعه

والغربة الحمقاء كونك لاجئا

في أرض من يسعى لخلقِ الزعزعة

وهناك أنثى دون جهد ولادة

أضحت لنا أمًا برضعة مرضعة

فعلامَ قد عادى الجحود بلاده

ومضى إلى الأعداء حتى تمنعه

غضبت عليه بلاده لعقوقه

أجرتْ عليه عقوبة كي تردعه

والأمّ رغم حنانها إنْ عقّها

ولدٌ ستنهدُ نحوه كي تصفعه

ولربما ترك المحب حبيبه

إنْ جار في هجرانه أو أوجعه

كالسنّ إن آذاك بعد تسوسٍ

حتْماً ستذهب للطبيب لتقلعه

والزوج إن آذى عقيلة قومها

جزْماً سترجع مهره كي تخلعه

فكرامة الإنسان فوق علاقة

بعض العلائق دون شك موجعة

صالحْ حياتك ثم صالحْ من ترى

والأمر قبل الموت فيه لنا سعةْ

والوقت في الدنيا يسافر صامتاً

أعمارنا سارت كطير مسرعة

ووجوهنا فيها ملامح غربة

وتذاكر العود البعيد ممزعة

سافر فلستَ بنبتةٍ أو صخرة

كنْ طائرا بين الروابي الممتعة

والحقْ بركب السائحين فإنّهم

شحنوا السعادة قبل شحن الأمتعة

واحذر من الآثام حال سياحة

فإذا فعلت فقد أصبت المنفعة

فالأرض أوسع من خيال خريطة

متِّعْ حواسك قبل موتك في دعة

فالكون شاشات الفقير يرى بها

شيئا بديعا والمشاهد مبدعة

ذاك السحاب إذا تشوَّق للربى

ما يستطيع بأنْ يكفكف مدمعه

والشمس تترك للنجوم مساحة

بالليل تظهر في السماء مشعشعة

والبدر يصعد للسماء كأنه

شخصٌ وجيهٌ ثم نرقب موقعه

والحب ينبت رغم قسوة طقسنا

فحقوله كانت قلوبا ممرعة

نيل السعادة ليس نيلك منصبا

أو في الزواج من النساء بأربعة

والصمت يربك في الحوار مسائلي

وأثيره حتى أزيل الأقنعة

وفتيل لغم في الحوار رصدته

بين السطور وقد سعيت لأنزعه

والرأي مثل المال يصعب كسبه

من دونهم تبدو تجارب مفزعة

أُسْكارُ في صلب الأعاجم نطفة

واختار أصلاب العروبة صعصعة

وهناك أنثى في القصيد وبعلها

عقِما فما ولدا جنين التعتعة

عمرو القوافي عمرو معدّ جدنا

وأنا على آثرٍ له كي أتبعه

نهر الفصاحة في لساني فطرةً

ما كنتُ في نظم القصائد إمّعة

إنْ مات مغتربُ المعاني فجأة

سيموت سرّ كان يحمله معَه

جدفت في كل الجهات كنايةً

والنّقدُ يرهب بالعواصف أشرعة

قد صغت في الأشعار كل عجيبة

وظننت أني سوف أكسب منفعة

فالشعر أبخل من بخالة (مادِرٍ )

حاولت في ثوبٍ له كي أرقعه

كم من دعيٍّ في القصائد هابط

جاهدتُ في معنى له كي أرفعه

قد لاكَ شعرا مثل قاتٍ يابسٍ

وكليهما عند التأمل مضيعة

لا سُوقَ للشعراء أو أشعارهم

إلا لمن أضحى يجعجع جعجعة

لم أدخر في الشعر جهدا مطلقا

أتقنت قفلته كذاك ومطلعه

وجمعتُ ديواني وكل تجاربي

فخسرتُ أموالي لتربح مطبعة