عدد الابيات : 20
طَرَقَتْ خَيَالِي وَالْمَنِيَّةُ تَطْرُقُ
وَالدَّمْعُ يَنْسَكِبُ وَالْقَلْبُ يُحْرِقُ
أَنَّى رَحَلْتِ وَالْمَسَاءُ مُوَحَّدٌ
بِالْأُنْسِ إِلَّا مِنْ ظَلِيلٍ يُورِقُ
أَنَّى سَرَتْ رُوحُ الْمَحَبَّةِ وَالْهَوَى
وَالْحُبُّ يُطْفَأُ وَالْمَدَامِعُ تُغْرِقُ
فَالْعُمْرُ أَوْحَلَهُ الْفِرَاقُ وَأَجْدَبَتْ
تِلْكَ الرُّبَى وَسَنَابِلِي لَا تُورِقُ
قَدْ كُنْتِ فِي الدُّنْيَا سَنَاءً مُشْرِقًا
وَالْآنَ فِي جَفْنِي الدُّجَى يَتَشَقَّقُ
مَا الْعَيْشُ إِلَّا زَفْرَةٌ مُسْتَوْحِشٌ
فِي صَدْرِ مَنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْمَخْنَقُ
كَيْفَ النُّجُومُ تَلَأْلَأَتْ فِي لَيْلِنَا
وَالشَّمْسُ غَابَتْ وَالْمَدَى يَتَحَرَّقُ
لَوْ تَعْلَمِينَ كَمِ السُّهَادُ يُؤَرِّقُ
مِسْكِينَ قَلْبِي وَالْهُمُومُ تُطَوِّقُ
يَا نَجْمَةً ضَاعَتْ وَعَيْنِي تُدْرِكُ
الْمُرَّ الْعَذَابَ وَبَحْرَ دَمْعِي يُغْرِقُ
يَا مُهْجَتِي إِنْ كُنْتِ تَسْمَعِينَ أَدْمُعِي
فَالْجَفْنُ يَذْوِي وَالدُّمُوعُ تُحَرِّقُ
كَمْ ذَابَ صَوْتِي فِي نِدَاءِ مُتَيَّمٍ
يَرْجُوكِ فَالْمَوْتُ الْقَرِيبُ يُحَدِّقُ
أَتَذْكُرِينَ وُرُودَ شَوْقِي فِي الرُّبَى؟
ذَبُلَتْ وَمَا عَادَ النَّسِيمُ يَصْدُقُ
أَتَذْكُرِينَ يَدِي وَهِيَ مُرْتَعِشَةٌ؟
تَرْتَجُّ فِي طَلَبِ اللِّقَاءِ وَتُرْهِقُ
يَا حُزْنَ دُنْيَايَ الَّذِي لَا يَنْجَلِي
هَلْ لِي مِنَ الْآلَامِ دَرْبٌ يَرْفُقُ؟
وَهَلِ الْعِيَادَةُ تُرْجِعُ الْمَيْتَ
الَّذِي رَحَلَتْ أَنْفَاسُهُ وَعَوْدُهُ مُتَفَتِّقُ؟
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو بِاللِّقَاءِ سَعَادَةً
وَالْيَوْمَ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُتَوَفَّقُ
هَا قَدْ نَهَانِي الطِّبُّ عَنْ وَجَعِ الْمُنَى
وَالْيَأْسُ مِنِّي بِالْمَصَائِبِ يَعْبَقُ
فَاذْكُرِي إِنْ رَأَيْتِ بِهَا مَدَامِعِي
فَالْعَيْنُ تُغْرِقُ وَالْهُمُومُ تُشْرِقُ
وَاذْكُرِينِي يَا حَبِيبَةَ مُهْجَتِي
إِنْ عُدْتِ بَعْدِي وَالْمَسَاءُ مُفَرِّقُ
وَلَئِنْ لَقِيتُ الْمَوْتَ يَسْكُنُ أَضْلُعِي
فَالْحُبُّ بَاقٍ فِي الْقَلْبِ مُعَلَّقُ
1280
قصيدة