عدد الابيات : 14
إِذَا الْمَسَاءُ تَسَامَى فِي رَوَائِعِهِ
وَغَابَ نَجْمٌ، تَوَلَّى الْبَدْرُ رَاعِيهِ
وَاللَّيْلُ يَنْسُجُ أَرْدَانًا لِعَالَمِهِ
مِنْ شَرِّ الْحَالِكَاتِ السُّودِ تَأْوِيهِ
أَبْكِي النُّجُومَ إِذَا زَلَّتْ مَوَاطِئُهَا
وَالْغَيْمُ يَبْكِي، فَتَجْرِي دَمْعَ مَاضِيهِ
لِلَّيْلِ قَلْبٌ، وَلَكِنْ فِي سُكُونِهِ
يَرْنُو إِلَيْكَ كَدَمْعٍ فِي مَآقِيهِ
يَا مَنْ تَقَاسَمْتَ آيَاتِ الْجَلَالِ مَعِي
هَذِي السَّمَاءُ تُنَاجِينِي وَأُدْنِيهِ
أَلَمَحْتَ سِرْبَ الضِّيَاءِ الْآنَ يَرْتَحِلُ؟
فِي الْبَحْرِ شَمْسٌ تَوَلَّتْ عَنْ مُجَارِيهِ
وَالشَّوْقُ زَادَ، فَصَارَ اللَّيْلُ مُنْبَثِقًا
كَأَنَّهُ الْحُبُّ حِينَ الرُّوحُ تُلْقِيهِ
إِنِّي أُغَازِلُ أَحْلَامًا بِلَا كَلَلٍ
تَضِجُّ فِي خَاطِرِي عِشْقًا وَأُحْيِيهِ
فَإِنْ رَأَيْتَ خَيَالَ الطَّيْرِ مُنْتَشِرًا
فِي الْأُفُقِ يَهْفُو، فَلِلْآمَالِ دَاعِيهِ
وَإِنْ تَنَفَّسَ وَرْدُ الْفَجْرِ عَنْ عَبَقٍ
فَمَا الزَّمَانُ سِوَى ذِكْرَى يُحَاكِيهِ
يَا نَجْمَ قَلْبِي الَّذِي أَوْدَى بِمُهْجَتِهِ
قَدْ كُنْتَ أَنْسَى، وَهَا عُدْتَ أَشْقِيهِ
وَالْحُبُّ بَحْرٌ إِذَا مَا هَاجَ فِي خَلَدِي
مَا عُدْتُ أَمْلِكُ أَنْفَاسِي وَأُرْضِيهِ
قَدْ صَارَ عُمْرِي خَيَالًا طَافَ مُنْطَفِئًا
كَأَنَّمَا الْمَوْتُ آتٍ كَيْ يُلَاقِيهِ
لَكِنْ سَأَبْقَى كَضَوْءٍ رَغْمَ عَتْمَتِهِ
يَمْضِي بَعِيدًا وَفِي الْآفَاقِ يُحْيِيهِ
805
قصيدة