غزّة
أيّتها المدينةُ النائمةُ بين أنقاضِ النِّسيان
أيّتها الجميلةُ الصّامتة
وفي صدرِكِ ألفُ غُصّة
وألفُ صرخةٍ
وألفُ تنهيدةٍ
أما آنَ لكِ أن تَصرخي في وجهِ الضميرِ النائم؟
لعله يَستفيق من سُباتِهِ الثقيل
أيّتها الجميلةُ الجَريحة
يا لحْنًا مذبوحًا على وترِ الخِذلان
ويا بسمةً مُغتالةً على ثغرِ الوطنِ الحزين
كلّما تتبّعتُ أخبارَكِ
تَهاوى جزءٌ منّي بصمت
وتساءلتُ
من علّمكِ كيف تَبتسمين؟
والجوعُ يُطفئ فيكِ وَهَجَ الحياة
من أينَ لكِ بكلّ هذا الضياء؟
ووجهُكِ يُنازِع الشُّحوبَ كلّ صباح
من بثّ فيكِ روحَ الشّموخ؟
حين تَسقُطُ الحياةُ في ظلالِ رغيفٍ مفقود
من علّمكِ الحياةَ دونَ حياة؟