عدد الابيات : 17
سَارَةُ، وَهْجُ الْقُلُوبِ إِذَا انْجَلَى
وَفَرَادَةُ الْحُسْنِ الَّذِي لَا يُمَثَّلُ
فِيهَا اجْتَمَعْتُ قَوَافِيَ الشِّعْرِ جَمْعًا
وَالْحُسْنُ فِي أَنْحَائِهَا يَتَنَقَّلُ
مَا الشَّمْسُ إِنْ أَشْرَقَتْ فِي الصُّبْحِ إِلَّا
شَيْءٌ ضَئِيلٌ إِنْ بَدَتْ لَا تَتَبَدَّلُ
وَجْهٌ كَمَا اللُّؤْلُؤِ الْمَخْبُوءِ حُسْنًا
وَلَمَّا رَأَيْتُ النُّورَ مِنْهَا تَسَرْبَلُ
عَيْنَاكِ، يَا سَارَةُ، مَجْرَيَانِ يَسْبَحُ
فِي عُمْقِهِمَا الْغَارِقُ إِنْ حَلَّ يَذْهَلُ
وَشَعْرُكِ لَيْلٌ إِنْ سَكَبْتِ خُصُولَهُ
كَالْبَحْرِ لَا تَنْفَكُّ مِنْهُ السُّفُنُ تَصِلُ
وَضِحْكَتُكِ الْآيَةُ الْبِكْرُ الَّتِي
لَمْ يَصِلِ الْقُرَّاءُ فِي سِرِّهَا الْأَوَّلُ
وَصَوْتُكِ لَحْنٌ يَعْزِفُ الْحُبَّ نَغَمًا
وَكُلُّ حُرُوفِكِ لِلْمَلَائِكِ مُرْسَلُ
إِذَا مَشَتِ الرِّيحُ خُطُوَاتِ عِطْرِهَا
تَحْيَا الزُّهُورُ وَالْعَبِيرُ يُرْفَلُ
يَا سَارَةُ، الْقَلْبُ يَحْيَا فِيكِ نَبْضًا
وَحِينَ تَغِيبِينَ يَنْطَفِئُ الْمَوْصِلُ
يَا مُعْجِزَةَ الْعُشَّاقِ، لَا شِعْرَ يُضَاهِي
وَصْفَكِ، وَلَا كَفٌّ إِلَى ذَا يَحْصَلُ
لَبِيدٌ عَجَزْتَ وَإِنْ تَسُقِ الْبَيَانَ
فَالْمَدْحُ فِي سَارَةَ شَوْقٌ مُكَلَّلُ
قُلْتُ الْغَزَلَ نَبْضًا وَمُعْجِزَةَ الْحُسْنِ
وَمَا قَالَهُ قَبْلِي شُعَرَاءُ مُفَصَّلُ
هِيَ الْوَطَنُ الَّذِي يَضُمُّ الرُّوحَ حُبًّا
وَمَا دُونَهَا لِلرُّوحِ أَبَدًا يُعَوَّلُ
سَارَةُ، قُولِي هَلْ يُحِيطُ بِكَلَامِي؟
أَمْ سِرُّ جَمَالِكِ بِالْوَصْفِ يُسْتَعْصَلُ
فَجَمَالُكِ فَصْلٌ لَا يَطُولُهُ الْبَشَرُ
وَحُبُّكِ، فِي الْقَلْبِ كَأْسٌ مُعَمَّلُ
يَا خَاتِمَةَ الْحُسْنِ وَذِرْوَةَ الْجَلَالِ،
سَارَةُ، أَنْتِ الْحُبُّ الْأَكْبَرُ الْمُكْتَمَلُ
805
قصيدة