لا تفرحْ
يا وطنيْ المسكينُ كثيرًا
إذْ لا شيءَ تغيّرْ
قهوتُنا
ما زالت بالسّمِّ المكروهِ تُعكَّرْ
وقصائدُنا
فوقَ جدارِ الخيباتِ تُسمَّرْ
ومراكبُنا
ما فتئتْ تائهةً عن وجهتِها
بقنابلِنا نحن تُفجَّرْ
منتظرًا داليةً مثمرةً
تمنحُكَ العنقودَ كبيرًا وشهيًّا
وأياديَ حانيةً تملأُ كاساتِ وثُوبِكَ سُكَّرْ
وأزاهيرَ ربيعٍ ضاحكةً راقصةً
في فرحٍ منها بالأطيابِ تُعطَّرْ
بل عُدْ لجحورِ غيابِكَ
وابكِ
وعُدَّ جراحَكَ جرحًا جرحًا والعقْها
وبأشواكِ اللّغزِ تدثَّرْ
وانسَ عناوينَ الفوزِ
ورتِّبْ رحلةَ خوضِكَ للمجهولِ حزينًا منحطمَ الجسمِ
ونَمْ مهدودَ الرّوحِ على جمرٍ ملتهبٍ
وبأتربةِ الجهلِ تَعفَّرْ
فلقد طُمستْ أنجمُنا وانحسرتْ عنّا
وانهدمتْ قلعتُنا
وذوتْ ربوتُنا
ورجعنا لكلامٍ كنّا نمقتُهُ
وللوحاتٍ كنّا نرفضُها
وأناشيدَ هربنا من نغمتِها الشّوهاءِ
ورحنا ثانيةً نتحجّرْ
نطردُ طاغيةً
وننصِّبُ طاغيةً آخرَ
آهٍ ما أتعسَنا
بعدَ غيابٍ قاسٍ طالَ نعودُ نُهجَّرْ
ونقادُ إلى الخلفِ حفاةً وعراةً وجياعًا وعطاشًا مشلولينَ
كأنّا لمْ ننهضْ لنصيرَ نخيلًا منتعشًا بعد جفافٍ فيهِ كنّا نتصحّرْ
لا تفرحْ يا وطني
إنّكَ ما زلتَ بسجنِكَ مرتعشًا بردًا منكسرَ المرآةِ
ونحنُ كذلكَ مازلنا مثْلَكَ أسرى كالبِلّورِ الشّفافِ نكَسَّرْ
ولكَمْ نخشى أنْ يأتيَ يومٌ فيهِ على أمسٍ حطّمناهُ بلا ندمٍ نتحسّرْ
٣١ / ٥ / ٢٠٢٥
106
قصيدة