عدد الابيات : 16
لِمَنْ طَلَلٌ بِوَادِي الدَّمْعِ خَالِ
عَفَتْ آثَارُهُ رِيحُ الشِّمَالِ
وَقَفْتُ بِهِ وَقَدْ هَاجَتْ جُرُوحِي
وَفِي الْأَضْلَاعِ يَصْطَرِخُ السُّؤَالِ
أُسَائِلُ عَنْ سَرَابِ الْحُبِّ أَيْنَ
مَضَى؟ فَرَدَّ صَمْتٌ لَا يُبَالِي
وَكَيْفَ يُجِيبُ مَنْ غَابُوا وَوَلَّوْا
وَخَلَّفُوا الْقُلُوبَ بِلَا وِصَالِ؟
إِذَا نَاحَ الْغُرَابُ عَلَى رُبَاهَا
تَجَدَّدَ فِي دِمَائِي نَزْفُ آلِي
وَقَالَ: عَذَابُهَا قَدْ صَارَ دَرْبًا
وَحَظٌّ كَانَ يَشْكُوهُ الرِّجَالِ
أَيَا غُرَابَ بَيْنِ الرُّوحِ رِفْقًا
فَقَدْ أَحْيَيْتَ بِالْقَلْبِ النِّضَالِ
كَأَنِّي يَوْمَ صَاحَ لَدَى طُلُولِي
قَتِيلٌ بَيْنَ أَنْيَابِ الْغَوَالِي
بِحَقِّ الشَّوْقِ أَخْبِرْنِي وَقُلْ لِي
أَتَبْقَى بَعْدَهَا نَفْسِي تُبَالِي؟
أَلَا يَا دَهْرُ حُكْمُكَ لَيْسَ عَدْلًا
فَكَمْ قَدْ ذُقْتُ مِنْكَ بِلَا احْتِمَالِ
وَأَيْنَ النُّورُ فِي أَعْيُنِ التَّمِّ
إِذَا مَا غَابَتِ الْأَحْلَامُ تَالِي؟
فَكَمْ أَبْكِي وَدَمْعِي فِي انْسِيَابٍ
كَمَا يَجْرِي السَّرَابُ عَلَى الرِّمَالِ
وَكَمْ طَيْفٌ يُحَلِّقُ فِي مَدَاهَا
وَيَهْوِي فِي ظَلَامٍ لَا زَوَالِ
أُرَاوِدُهَا وَيُبْعِدُنِي جَفَاهَا
كَأَنِّي فِي الْجَوَابِ بِلَا سُؤَالِ
أَلَا يَا نَارَ حُبِّي كَيْفَ تُرْوَى
وَقَلْبِي لَا يَزَالُ عَلَى اشْتِعَالِ؟
أُقَاتِلُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
وَيَقْتُلُنِي الْفِرَاقُ بِلَا قِتَالِ
1280
قصيدة