عدد الابيات : 16
أَمِنْ آلِ سَارَةَ زَائِرٌ أَمْ مُبْعِدُ؟
أَمْ غَابَ عَنْ قَلْبِي الضِّيَاءُ الْمُوعَّدُ
تَهْوِي الرِّيَاحُ بِرُوحِيَ الْمُتْعَبَةِ الَّتِي
أَرْهَقْتُهَا وَدُمُوعُهَا لَا تَجْمُدُ
حَانَ الرَّحِيلُ وَلَمْ تُوَدِّعْ عَاشِقًا
ضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَضَاقَ الْمَرْقَدُ
يَا لَيْتَ حُبَّكِ فِي الْفُؤَادِ كَلَوْحَةٍ
تَبْقَى إِذَا طَالَ الزَّمَانُ وَتَخْلُدُ
أَذْكُرُكِ إِذْ تَهْفِينَ نَحْوِي ضَاحِكًا
وَجْهُ الصَّبَاحِ، وَنُورُهُ الْمُتَوَقِّدُ
أَذْكُرُكِ وَالْعَيْنَانِ مِثْلُ كَوَاكِبٍ
لَمَعَتْ كَمَاءِ الْكَوْثَرِ الْمُتَرَدِّدِ
كَمْ ضِحْتِ فِي وَجْهِي فَعُدْتُ مُتَيَّمًا
يَحْيَا بِحُبِّكِ مُخْمِلًا لَا يَسْجُدُ
وَإِذَا تَكَلَّمْتِ الْحَيَاةُ تَفِيضُ مِنْ
ثَغْرٍ كَنَبْعٍ صَافِيًا لَا يُفْسِدُ
يَا سَارَةَ الْعُمْرُ الْجَمِيلُ تَجَلَّلَتْ
أَيَّامُهُ بِالنُّورِ وَهُوَ يُسَرْبِدُ
وَإِذَا الْمَنُونُ أَتَى فَقُولِي سَوْفَ
أَلْقَى رُوحًا يُنَادِينِي وَمُرًّا أُرَدِّدُ
إِنِّي أُنَاجِيكِ الْعُيُونُ كَوَاسِرٌ
فِيهَا الْحَنِينُ مُمَزَّقٌ مُتَوَسِّدُ
سَأَغِيبُ عَنْكِ وَلَيْتَ رُوحِيَ لَمْ
تَكُنْ إِلَّا لِحُبِّكِ نَبْضَةً تَتَجَدَّدُ
إِنْ غَابَ صَوْتِي فِي الدُّجَى فَاذْكُرِنِي
وَاذْكُرْ حَدِيثًا كَانَ لَا يَتَبَدَّدُ
وَإِذَا الْمَسَاءُ أَتَى فَخُذْ مِنْ نَجْمِهِ
وَارْسُمْ عُيُونًا مِثْلَ عَيْنَيْكِ تَهْتَدُ
سَأَظَلُّ حُبًّا فِي دِيَارِكِ صَامِتًا
وَالرُّوحُ تَشْهَدُ أَنَّ عَهْدِي أَخْلَدُ
سَارَةُ يَا نَبْضَ الْقَصِيدِ وَزَهْوَهُ
بِحُبِّكِ الْعُمْرُ الزَّمَانُ الْمُنْشَدُ
1280
قصيدة