عدد الابيات : 20
صِلْ لِرَبِّ الْعَرْشِ تَسْمُو بِالتَّجَلِّي
وَدَعْ هَوَاكَ، الْحُبُّ يَكْفِيكَ الْعِوَلِ
يَا غَافِرَ الزَّلَّاتِ مَهْلًا، فَإِنَّنِي
عَبْدٌ يُنَاجِيكَ انْطِرَاحًا وَالْخَجَلِ
جِئْتُكَ أَحْمِلُ فَوْقَ ظَهْرِي وِزْرَتِي
وَالنَّفْسُ تَشْكُو ثِقْلَهَا الْمُتَسَلْسِلِ
كَمْ كُنْتُ أُخْطِئُ ثُمَّ أَرْجُو رَحْمَةً
تَجْلُو السَّوَادَ، وَإِنْ عَصَيْتُ وَأُمْلِي
أَذْنَبْتُ يَا رَبِّي وَقَلْبِي مُنْكَسِرٌ
أَبْكِي وَأُخْفِي مَا بَدَا مِنْ تَذَلُّلِ
فَاقْبَلْ تَوَسُّلَ مُذْنِبٍ وَغَرِيقِهِ
بِالْبَحْرِ تَاهَ وَرَاحَ يَرْجُو رَبَّهُ الْعَلِي
مَنْ لِي سِوَاكَ وَأَنْتَ سِتْرِي وَالْحِمَى
وَنُورُ طَرْفِي وَالْحَبِيبُ الْمُؤْنِسُ لِي
كَمْ جُدْتَ يَا رَبَّاهُ، وَالْعَبْدُ اتَّقَى
وَلَكِنَّهُ فِي الدَّرْبِ أَضْنَاهُ الْوَجَلِ
أَنْتَ الْكَرِيمُ، وَإِنْ ظَلَمْتُ بِنَفْسِي
فَارْحَمْ مُسِيئًا، جَفَّ رَوْضُ الْأَمَلِ
وَإِذَا غَفَرْتَ فَكُلُّ ذَنْبٍ هَيِّنٌ
يَا سَيِّدِي فَالْبَحْرُ يَجْبُرُهُ الطَّلَلِ
إِنِّي أُنَاجِيكَ الْقُلُوبُ ذَمِيمَةٌ
وَالْعَيْنُ تَبْكِي، وَالْعَبِيرُ الْمُعْتَلِلِ
كَمْ نِعْمَةٍ أَوْلَيْتَنِي وَجَحَدْتُهَا
وَالْيَوْمَ أَسْتَجْدِيكَ غُفْرَانَ الزَّلَلِ
أَتَذُوقُ نَفْسِي لَذَّةَ الْعَوْدِ الَّتِي
تَشْفِي فُؤَادًا مُدْنَفًا بِالتَّبَجُّلِ
مَا كَانَ أَحْلَى الْعَوْدَ مِنْ بَعْدِ الْجَفَا
فَرِحَتْ بِرَحْمَتِكَ الْعِبَادُ وَالْأَمَلِ
هَا أَنَا يَا رَبِّي أَتَيْتُ مُعَفَّرًا
ذُلًّا وَطُهْرًا مُلْتَفًّا بِالتَّمَلُّلِ
سُبْحَانَ مَنْ يَجْبُرُ الْكُسُورَ بِلُطْفِهِ
وَيُعِيدُ مَنْ ضَلَّ الطَّرِيقَ لِيُوصَلِ
لَا أَحْتَمِي إِلَّا بِظِلِّكَ سَيِّدِي
يَا مُعْطِيًا لِلرُّوحِ نُورًا مُجَمَّلِ
وَدَعَوْتُ بِاللَّهِ الْكَرِيمِ تَذَلُّلًا
يَا رَبِّ صَفْحًا، إِنَّ عَفْوَكَ أَهْلِلِ
فَاغْفِرْ، فَأَنْتَ اللُّطْفُ يَا مَوْلَايَ، لَا
تَرُدُّ مَنْ جَاءَ الْخُطَى مُتَقَبِّلِ
1280
قصيدة