عدد الابيات : 16
يَا وَيْحَ قَلْبِي كَيْفَ ضَاقَ بِوَجْدِهِ
وَتَصَرَّفَتْ فِيهِ صُرُوفُ دِيَارِ؟
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّنِي فِي مَأْمَنٍ
فَإِذَا السِّهَامُ تُصِيبُنِي بِمَدَارِ
أَبْكِي فَتَهْزَأُ بِيَ الرِّيَاحُ كَأَنَّهَا
تُلْقِي عَلَى دَمْعِي بَقَايَا النَّارِ
وَأَقُولُ قَدْ وَدَّعْتُ عَهْدَ مَحَبَّةٍ
فَإِذَا اشْتِيَاقِي عَادَ بِالْإِصْرَارِ
أَيْنَ الْمَفَرُّ وَقَدْ غَدَا لِي طَيْفُهَا
زَادًا أَلُوذُ بِهِ مَعَ الْأَسْحَارِ
وَأَنَا الْمُتَيَّمُ قَدْ تَقَادَمَنِي الْأَسَى
وَرَمَتْ يَدَا الْأَحْزَانِ بِالْإِعْصَارِ
كُلُّ الدُّرُوبِ تَجَمَّعَتْ فِي مُهْجَتِي
وَتَنَازَعَتْنِي بَيْنَهَا بِالْأَقْدَارِ
حَتَّى ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا لَنْ تَنْجَلِي
سُودُ اللَّيَالِي عَنْ ضِيَاءِ نَهَارِ
لَكِنَّنِي بِاللَّهِ أَرْفَعُ رَاحَتِي
وَأَسِيرُ بَيْنَ حَقِيقَةٍ وَآثَارِ
وَأَقُولُ يَا رَبَّ السَّمَاءِ فَإِنَّنِي
صَبْرِي تَهَاوَى مِنْ لَظَى الْأَوْزَارِ
هَبْنِي سَكِينَةَ مِنْ لَدُنْكَ فَإِنَّهَا
رُوحٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الْأَوْطَارِ
وَاجْعَلْ يَقِينِي فِي رِضَاكَ وَسِيلَةً
تَرْقَى بِهَا الْأَرْوَاحُ لِلْأَبْرَارِ
فَلَعَلَّ فَجْرًا قَدْ يَلُوحُ بِنُورِهِ
وَيَرُدُّ لِي أَمَلِي بِدُونِ عِثَارِ
فَلَعَلَّ عَيْنًا قَدْ يُقَدَّرُ أَنَّهَا
تَصْحُو بِالْأَحْلَامِ بَعْدَ انْكِسَارِ
إِنَّا ضِعَافٌ فِي الْحَيَاةِ وَإِنَّمَا
بِاللَّهِ نَسْتَجْدِي قَضَاءَ مَسَارِ
1280
قصيدة