أنا الذي مات في يوم،
لا أعلم ما هو،
ولكني أعلم
أن البشر لم يسمعوني،
وأنا أصرخ قبل موتي:
هل ما زالت الإنسانية موجودة؟
هذا الجسد الميت
كان إنسانًا مثلكم،
ولكنكم قتلتموه من دون رحمة،
بعدم مبالاتكم.
الحياة نعمة من الله تعالى،
ولكنكم، بكل قسوة وظلم،
بسبب أنانيتكم الشريرة المتغطرسة،
جعلتم الحياة سجنًا كبيرًا
من المعاناة المستمرة،
والعذاب الذي لا ينتهي.
ويلكم من الله تعالى،
كيف تمنعون الطعام والشراب
عمّن خلقهم؟
وتمنعون عنهم الدواء،
وقد أعطاهم الحق بالحياة؟
لكم من الله عذاب النار الأبدي،
لأنكم نسيتم قوله تعالى:
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،
وهو السميع العليم."
تذكّروا، لا تنسوا،
ستموتون كما متُّ أنا،
وسيقف كلٌّ منكم أمام الله،
غاضبًا منه المسيح، قائلًا:
"كنتُ جائعًا فلم تُطعموني،
كنتُ عطشانًا فلم تسقوني،
كنتُ مريضًا فلم تَرحموني،
وسجينًا فلم تزوروني،
وإذ لم تفعلوا هذا
بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر،
فبي لم تفعلوا."