عدد الابيات : 12
عَفَتِ الدِّيَارُ وَغَابَ عَهْدُ وِئَامِهَا
وَتَبَدَّدَتْ فِي الرِّيحِ حُلْمَ غَرَامِهَا
وَرَأَيْتُهَا طَيْفًا يُرَاوِدُ أَضْلُعِي
وَتَشَتَّتَتْ نَفْسِي عَلَى أَسْقَامِهَا
هِيَ سَلْقِينُ الرُّوحِ، أَجْمَلُ مَنَازِلٍ
فِيهَا الْأَمَانِي كُنَّ فَوْقَ خِيَامِهَا
وَدَّعْتُهَا وَدُمُوعُ عَيْنِيَ تَسْجُمُ
شَوْقًا يُذِيبُ الصَّخْرَ عِنْدَ خِتَامِهَا
يَا سَارَةً، وَالْعُمْرُ بَاتَ مُمَزَّقًا
بَيْنَ اللِّقَاءِ وَحَسْرَةِ حُزْنِ إِيلَامِهَا
هَلْ تَذْكُرِينَ صَبَاحَنَا وَمَسَاءَنَا؟
وَالْمَوْجُ يَشْهَدُ بِالْمَدَى أَنْعَامِهَا
يَا وَادِيَ الْأَحْلَامِ، هَذِي ظِبَاؤُكُمْ
هَلْ تَذْكُرُ الْعُشَّاقَ فَوْقَ مُقَامِهَا؟
أَمْ هَلْ تَنَاسَتْنِي الدِّيَارُ وَأَهْلُهَا
وَذَكْرُ نُؤِيِّهَا وَثُمَامِهَا وَأُثَامِهَا؟
لَبِثَتْ جِرَاحِي فِي الرِّيَاحِ كَأَنَّهَا
نَارٌ تَذُوبُ الرُّوحُ فِي أَسْقَامِهَا
إِنَّا تَفَارَقْنَا وَكُلُّ حَيَاتِنَا حُزْنٌ
وَدَرْبٌ يَئِنُّ بِفِرْقَةٍ وَمَلَامِهَا
يَا بَدْرَ عَيْنِي، هَلْ يَعُودُ لِقَاؤُنَا
أَمْ أَنَّ قَدْرِي غَارَ فِي أَوْهَامِهَا؟
مَا زِلْتُ أَسْجُدُ لِلْمُنَى وَبِقَلْبِي جَوَى
أَرْجُو اللِّقَاءَ وَلَا يَحِينُ مُرَامِهَا
1036
قصيدة