عدد الابيات : 22
لِسَارَةَ قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ يُؤَرَّهُ
وَجَفْنِي بِذِكْرَاهَا يَجُودُ وَيَسْفَهُ
وَإِنْ سَارَتِ الْأَيَّامُ بِي فَهِيَ النُّهَى
وَإِنْ غَابَ عَطْفُ وَصْلٍ فَالْحُبُّ أَشْجَهُ
تَمَنَّيْتُ قُرْبَ الْبَدْرِ وَالنَّجْمُ مُبْهَمٌ
وَمَا الْبَدْرُ إِلَّا سَارَةٌ بِنُورِهَا تَتَوَهَّجُهُ
بِوَجْهِكِ أَنْوَارُ الصَّبَاحِ تَبَسَّمَتْ
وَإِنْ غِبْتِ عَنِّي فَالْمَسَاءُ يُرَجِّحُهُ
لِحَاظُكِ سَيْفٌ أَرْهَفَ الْوَجْدَ حِدَّهُ
وَثَغْرُكِ مِنْ كَأْسِ الْمَرَامِ مُفَلَّهُ
إِذَا نَادَتِ الشَّمْسُ الضِّيَاءَ تَبَسُّمًا
فَمِنْ ثَغْرِكِ الْعَطْفُ الرَّقِيقُ يُسْبَهُ
وَخَدٌّ كَأَنَّ الْمِسْكَ طِيبُ لَمَائِهِ
وَيَخْفِي لَهِيبَ الْعِطْفِ نَدْمَانُهُ وَهُ
وَصَوْتُكِ مِنْ شَدْوِ الطُّيُورِ مُؤَلَّفٌ
وَفِي نَبْرَاتِهِ أَسْرَارُ عِشْقٍ مُفَرَّهُ
إِذَا غَابَ صَوْتُ الْعَاشِقِينَ فَصَوْتُهَا
مَلَاحِنُهُ تَجْرِي وَيَهْتَزُّ بَرْدُهُ
وَلَوْ صَاغَ كُلُّ الشُّعَرَاءِ مَدِيحَهَا
لَمَا أَوْفَوْا صَفْوَ الْجَمَالِ وَمُرْهَهُ
فَسَارَةُ حُبِّي كُلَّ يَوْمٍ تَمَايَلَتْ
وَفَاحَ عَلَى الْأَيَّامِ عِطْرُ مِسْكٍ وَمَنْهُهُ
إِذَا مَسَّهَا الْهَوْنُ الْجَمَالُ تَرَنَّحَتْ
وَصَالَ عَلَى الْآفَاقِ رَوْحٌ يُوَضِّحُهُ
وَسِرْنَا بِمَهْدِ الْوَصْلِ وَالدَّهْرُ أَرْقَمٌ
وَكُلُّ رِيَاحِ الشَّوْقِ بِالْعِشْقِ تَنْفَخُهُ
وَمَا لِيَ إِلَّا الْعَيْنُ تَحْمِلُ دَمْعَهَا
وَتَشْكُو لِسَارَةَ كَيْفَ كَانَ التَّوَجُّهُ
إِذَا كَانَ حُبِّي عِنْدَهَا غَيْرَ مُبْدَإٍ
فَقَدْ صَارَ وَصْلِي فِي هَوَاهَا يُؤَرَّهُ
وَسَارَتْ مَعَ الْآمَالِ فِي مَهْدِ عَطْفِهَا
وَفِي عَيْنِهَا نَوْمٌ وَأَحْلَامُهَا وَصْلُهُ
وَإِنْ أَقْبَلَتْ طَوْعًا تَسَاقَطَ دَفْؤُهَا
وَإِنْ غَابَ عَطْفٌ، صَارَ عِشْقِي يُوَجِّهُ
وَلَا وَاللَّهِ مَا فِي الْخَلَائِقِ مِثْلُهَا
وَلَا فَيْضُ عَطْفِ الْعَاشِقِينَ يُنَسِّهُ
وَمَا زِلْتُ أَسْعَى فِي الْوِصَالِ وَكُلَّمَا
دَنَوْتُ بِقُرْبِ الْحُبِّ قَالَتْ: تُوَجَّهُ؟
إِلَيْكِ وَقَدْ خَاضَ الْهَوَى فِي دِمَائِنَا
وَفِي صَوْتِهِ دَاعٍ لِصَفْوٍ لُقْيًا يُوَجَّهُ
سَلَوْتُكِ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ مُنْتَهًى
وَلَا كَانَ لِلْعَاشِقِ الْمُسْتَهَامِ تُبَرَّهُ
وَسَارَتْ مَعَ الْأَيَّامِ فِي نَبْضِ قَلْبِنَا
وَمَا زَالَتِ الْآمَالُ فِي الْعِشْقِ تُبْلِهُ
1146
قصيدة