الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » أحمد الشرع ملك العدل و العصر

عدد الابيات : 57

طباعة

الْمُلْكُ فِي كَفَّيْكَ طَوْعُ خِيَالِهِ

فَأَنَخْتُهُ بِالْعِزِّ فَوْقَ جِمَالِهِ

جُدْتَ وَأَنْتَ الْجُودُ فِي إِقْدَامِهِ

وَنَمَوْتَ نَحْوَ الْعَلْيَاءِ بِعَوَالِهِ

وَسَكَبْتَ فِي الْأَوْطَانِ نَبْعَ كَرَامَةٍ

فَتَفَتَّحَتْ بِالنُّورِ عَنْ أَكْمَامِهِ

وَسَمَتْ بِعَهْدِكَ أُمَّةٌ عَطْشَى ظَمَأً

إِلَى مَجْدٍ تَحَنَّى فِي رُبَى أَيَّامِهِ

يَفْدِيكَ مُسْلِمُهَا بِرَايَاتِ الْهُدَى

وَالْمَجْدُ يَحْمِلُ نَصْرَهُ بِأَعْلَامِهِ

وَبَنُو النَّصَارَى فِي الْوَغَى بِصَلِيبِهِمْ

وَبَنُو الدُّهُورِ بِرُمْحِهَا وَسِهَامِهِ

وَالدِّينُ يَشْهَدُ أَنَّ عَدْلَكَ مُشْرِقٌ

بِحُكُومَةٍ تَسْرِي عَلَى أَحْكَامِهِ

وَكَأَنَّ فَجْرَ الرَّاشِدِينَ تَجَدَّدَتْ

أَطْيَافُهُ بِنَهْجِ اللَّهِ مُتَعَالَهُ

بُنِيَتْ عَلَى الرَّأْيِ السَّدِيدِ وَوَحْدَةٍ

تَسْمُو بِحُكْمِ الْحَقِّ فِي إِجْمَالِهِ

حَقٌّ عَزَزْتَ بِهِ الْأُمَمَ وَنَصْرُهُ

فِي يَوْمِهِ حَتْمٌ عَلَى أَجْيَالِهِ

لَا خَيْرَ فِي حُكْمٍ يُقَامُ بِرَأْيِهِ

مَنْ كَانَ يَمْلِكُ أُمَّةً بِإِذْلَالِهِ

أَنْتَ الَّذِي وَهَبْتَ أَمْنًا شَامِلًا

حَتَّى لَظَبْيٍ رَاحَ فِي أَغْلَالِهِ

وَبَنَيْتَ لِلدُّسْتُورِ صَرْحًا شَامِخًا

فِي ظِلِّهِ تَسْمُو بِهِ أَجْيَالِهِ

فَكَأَنَّكَ الْفَارُوقُ فِي عَدْلِ النُّهَى

وَكَأَنَّكَ الْحَيْدَرُ فِي إِجْلَالِهِ

أَوْ أَنْتَ مِثْلُ الْأَطْهَرِينَ بِحُكْمِهِمْ

وَبِطِيبِ أَخْلَاقٍ وَطُهْرِ فِعَالِهِ

لَوْ كَانَ يُتَّبَعُ النَّبِيُّ بِسُنَّةٍ

لَرَأَيْتَهُ يَسْمُو بِذِكْرِكَ عَالِهِ

وَيَقُولُ يَا ابْنَ الْأَكْرَمِينَ تَكَرَّمَتْ

بِكَ أَرْضُهَا وَأَضَاءَ نُورُ هِلَالِهِ

الْمُلْكُ تَاجٌ أَنْتَ حَامِلُ عِزِّهِ

وَلِرَأْيِكَ الشَّأْنُ الْعَظِيمُ وَقَالِهِ

إِنَّ الْعُرُوشَ إِذَا تَزَلْزَلَ عَرْشُهَا

لَنْ تَسْتَقِيمَ إِلَّا بِحُكْمِ رِجَالِهِ

وَالنَّاسُ إِنْ رَامُوا الْحَيَاةَ عَظِيمَةً

خَاضُوا الْوَغَى وَمَجْدٌ فِي عِقَالِهِ

فَإِذَا الشُّعُوبُ تُرِيدُ عِزًّا فَلْتَكُنْ

بِالسَّيْفِ تَفْتَكُّ الْعُلَا بِاحْتِمَالِهِ

إِيهٍ فُرُوقُ الْحُسْنِ، كَمْ مِنْ مُغْرَمٍ

حَنَّتْ إِلَيْهِ عِيسُهُ وَرِحَالِهِ

وَيَعُودُ وَالْأَشْوَاقُ فِي جَمْرِ اللِّقَا

كَحَنِينِ وَجْدٍ هَائِمٍ بِخَبَالِهِ

يَا مَهْدَ سُلْطَانٍ تَجَلَّى نُورُهُ

حَتَّى اسْتَضَاءَ الدَّهْرُ بِكَمَالِهِ

إِنْ كَانَ لِلَّهِ اتِّخَاذُ جَمِيلَةٍ

مَا اخْتَارَ غَيْرَكِ رَوْضَةً لِجَلَالِهِ

فَتَهَادَلِي كَالْبُدْرِ فِي بَهْجَتِهِ

وَتَمَسَّكِي بِالْعِزِّ فِي أَكْفَالِهِ

دَارُ السَّعَادَةِ، أَنْتِ صَرْحٌ شَاهِقٌ

وَالْخَيْرُ يَشْرُقُ مِنْ عَلَى أَذْيَالِهِ

الْمُلْكُ مُلْكُكَ فِي الْعُلَى وَإِيدِهِ

وَالْحَقُّ نَاصِرُكَ الْعَظِيمُ بِعَدْلِهِ

حُرٌّ، وَأَنْتَ الْحُرُّ فِي أَخْلَاقِهِ

سَمْحٌ، وَأَنْتَ السَّمْحُ فِي إِجْمَالِهِ

أَفْضَيْتَ بِالْآمَالِ شَطْرَ نُهُوضِهَا

فَسَعِدْتَ بِالشَّعْبِ الْوَفِيِّ وَحَالِهِ

مَضَتْ جُمُوعُ الْحَقِّ تَحْمِلُ رَايَةً

بِيَمِينِ نَصْرٍ شَامِخٍ وَرِجَالِهِ

نَادَى الْمُنَادِي بِالْعُلَى فَتَسَابَقَتْ

أَرْوَاحُ أُمَّتِنَا لِلْدَّفْعِ بِضَلَالِهِ

يَا رَائِدًا سَبَقَ الطُّغَاةَ بِحِكْمَةٍ

فَتَفَتَّحَتْ كُلُّ أَبْوَابِهِ لِمَعَالِهِ

هَذَا النَّسِيمُ يُحَدِّثُ الْعُرْبَانَ

عَنْ عَهْدٍ تَحَدَّى الظُّلْمَ بِأَطْلَالِهِ

حَقٌّ تُقَوِّمُهُ الْقُيُودُ وَحُسْنُهُ

يَزْهُو كَنُورِ الشَّمْسِ فِي إِشْعَالِهِ

هُوَ نَصْرُكَ الْمُتَأَلِّقُ فِي الْعُلَى

يَجْلُو الظَّلَامَ بِحُسْنِهِ وَكَمَالِهِ

شَرُّ الْحُكُومَةِ أَنْ يُسَاسَ بِطَاغِيٍ

وَالْمُلْكُ مِيثَاقٌ بِصَفْوِ مَنَالِهِ

بُنِيَتْ عَلَى الْعَدْلِ السَّمَاحَةُ نَهْجُهَا

وَرَحِيمُهَا بِالنَّاسِ فِي أَقْوَالِهِ

لَوْلَا صُلُوحُكَ مَا اسْتَقَامَ مُلُوكُهُمْ

وَالْعَدْلُ أَعْلَى مِنْ ذُرَى أَطْوَالِهِ

سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْخِلَافَةَ أَهْلَهَا

وَأَتَاحَ كُلَّ الْفَخْرِ فِي أَعْمَالِهِ

لَا تَسْمَعُوا لِمُرْجِفٍ فِي زَيْفِهِ

فَالْجَهْلُ دَاءٌ سَاطِعٌ بِزَوَالِهِ

وَالْمَرْءُ لَيْسَ بِصَادِقٍ فِي قَوْلِهِ

حَتَّى يُؤَيِّدَ قَوْلَهُ بِفِعَالِهِ

وَالشَّعْبُ إِنْ رَامَ الْحَيَاةَ كَبِيرَةً

خَاضَ الْغِمَارَ دَمًا إِلَى آمَالِهِ

إِيـهِ فُرُوقُ الْعِزِّ حُرٌّ شَامِخٌ

يَسْمُو إِلَيْكَ بِمَجْدِهِ وَجَلَالِهِ

هَا قَدْ تَجَلَّى فِي جَبِينِكِ رَوْنَقٌ

يَغْشَى الْوَرَى مِنْ فَيْضِهِ وَسِبَالِهِ

سَمْحٌ وَأَنْتِ السَّمْحُ فِي أَزْمَانِهَا

حُرٌّ وَأَنْتِ مَجْدُ الْحُرِّ فِي أَجْيَالِهِ

فِي ظِلِّ حُكْمِكِ رَفْرَفَتْ أَعْلَامُهُ

وَأَتَى يُجَدِّدُ مَجْدَهُ بِفِعَالِهِ

قَدْ صُغْتِ لِلدُّسْتُورِ تَاجًا سَاطِعًا

يُزْهَى عَلَى هَامِ الْوَرَى وَكَمَالِهِ

فَكَأَنَّ عَادَ الْفَارِقُ الْفَذُّ الَّذِي

أَغْنَى الْبِلَادَ بِعِزِّهِ وَخِصَالِهِ

وَكَأَنَّ عَهْدَ الْمُصْطَفَى فِي حُكْمِهِ

عَادَ الْمُنَى فِي سِيرَةٍ وَمَقَالِهِ

فَاقْبَلْ زَمَانَكِ فِي ازْدِهَارٍ شَامِخٍ

يَحْيَا بِأَمْجَادِ السَّنَا وَإِجْلَالِهِ

تَبْقَى الدِّيَارُ عَلَى الْمَحَامِدِ عَزَّةً

مَا دَامَ فِيكَ الْفَخْرُ فِي إِقْبَالِهِ

قَدْ لَاحَ فَجْرُ الْعَدْلِ فِي أَنْحَائِهَا

وَتَفَتَّحَتْ آمَالُهَا بِظِلَالِهِ

تَسْمُو الْقُلُوبُ إِذَا عَلَتْ أَرْكَانُهُ

وَتَطِيبُ فِي كَنَفِ الْعُلَى بِآمَالِهِ

يَا مَنْ رَفَعْتَ لِوَاءَ شَعْبِكَ شَامِخًا

فَأَضَاءَ بِالدُّنْيَا بِفَيْضِ جَلَالِهِ

سِرْ فِي الْعُلَى دَرْبًا تُخَلِّدُ ذِكْرَهُ

أَجْيَالُنَا وَتَسِيرُ خَلْفَ رِجَالِهِ

تَبْقَى الدِّيَارُ عَلَى الْمَكَارِمِ شَامِخَةً

مَا دَامَ فِيكَ الْفَخْرُ فِي إِقْبَالِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1089

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة