عدد الابيات : 22
أَيَا دَهْرَ مَرْضِي قَدْ أَتَيْتَ مُبَاغِتًا
وَأَوْجَعْتَ فِيَّ الْقَلْبَ وَالرُّوحَ أَجْمَعُ
تَكَاثَرْتَ فِي صَدْرِي كَجَمْرٍ تَلَهَّبَتْ
وَصَارَ الدُّجَى فِي نَاظِرِي لَا يُرَجِّعُ
دَعَوْتُكَ يَوْمًا أَنْ تُخَفِّفَ وَطْأَتِي
وَلَكِنَّهَا الْآلَامُ تَلُمُّ بِي وَتُضَرِّعُ
أَتَسْأَلُنِي إِنْ كُنْتُ بِالصَّبْرِ قَادِرًا
وَأَنَا فِي جِرَاحٍ لَا يُصَانُ الْمُقَرَّعُ
صُدَاعُ الْحَبِيبَةِ فِي عُيُونِي مُفَتَّتٌ
كَأَنَّ الْفِرَاقَ فِي الْجَبِينِ يُسَرِّعُ
أُحَدِّثُهَا بِاللَّيْلِ كَيْ تَصْبِرَ الْحَشَا
وَلَكِنَّهَا فِي لَوْعَةِ الدَّهْرِ تَخْضَعُ
وَأَبْنَائِيَ الصِّغَارُ قَدْ تَعِبُوا مِنَ الشَّجَا
فَهَلْ لِي بِغَيْرِ الصَّبْرِ مِنْهُمْ تَصَرُّعُ
يُنَادُونَ: "أَبِي، إِنْ فَنِيتَ، فَمَنْ لَنَا؟"
فَأُخْبِرُهُمْ أَنَّ الْأَمَانِيَ لِلَّهِ تُرَفَّعُ
إِلَهِي، إِلَيْكَ الْكَفُّ مَدَّتْ دُعَاءَهَا
فَأَنْتَ الرَّجَاءُ إِنْ أَتَى الْخَوْفُ يَسْطَعُ
دَعَوْتُكَ رَبِّي حِينَ ضَاقَتْ وَسَائِلُهَا
أَمَانِيَّ وَالْآمَالُ فِي النَّفْسِ تُقْلِعُ
إِلَهِي، لَكَ الشُّكْرُ إِنْ زَادَ مَوَاجِعُنَا
وَلَكَ الْحَمْدُ فِي النَّعْمَاءِ حِينَ نُمَزِّعُ
أَتَيْتُكَ بِالضَّعْفِ الْكَبِيرِ مُهَشَّمًا
فَهَبْ لِي رِضَاكَ حِينَ يَتْلُو الْمَصَارِعُ
إِذَا جَاءَنِي الْمَوْتُ سَرِيعًا كَسَيْفِهِ
أَرَاكَ قَرِيبًا لِلْعِبَادِ تَرْحَمُ وَتَدَرَّعُ
إِلَيْكَ الرَّجَاءُ فِي غُرُوبِ حَيَاتِنَا
وَأَنْتَ الْكَرِيمُ فِي عَطَاءٍ تُوَسِّعُ
فَهَلْ لِي مِنْ رَحَمَاتِكَ الْيَوْمَ قَطْرَةٌ
تُزِيلُ الْهُمُومَ عَنِ الَّذِي قَدْ تَرَجَّعُ
إِذَا مَا تَقَطَّعَتْ خُطَايَ وَأَوْحَشَتْ
دُرُوبِي، فَأَنْتَ النُّورُ وَالْمَجْدُ أَرْفَعُ
أَلَا يَا إِلَهِي حِينَ تَحْنُو عَلَيْنَا
تُزِيلُ عَنِ الْأَنْفُسِ كُلَّ التَّقَطُّعِ
أَلَا فَامْنَحِ الرُّوحَ الْعَلِيلَةَ رَاحَةً
تُخَفِّفُ عَنَّا مَا تَوَالَتْ مَضَارِعُ
فَإِنِّي ضَعِيفٌ فِي الْبَلَاءِ تَكَسُّرٌ
فَهَلْ مِنْكَ عَفْوٌ حِينَ يَأْتِي التَّجَرُّعُ
أَرَاكَ الْكَرِيمَ، الرَّءُوفَ بِعَبْدِهِ
وَإِنْ جَاءَ دَمْعٌ فِي الْعُيُونِ يَرْكَعُ
خِتَامًا، إِلَهِي أَنْتَ مَلْجَأُ مَنْ دَنَا
وَمَنْ حَنَّ فِي قَلْبِ الرَّجَاءِ يُفَرِّعُ
1051
قصيدة