لا لموتي

 
وسُؤالي 
يا رفيقَ الجرحِ يبقى دائمًا حيًَّا  عنيدْ :
 
هل تموتُ الحربُ
هل ينكسرُ التِّنِّينُ والرُّعبُ
لأحيا من جديدْ؟
 
فوقَ صدري ينبتُ الزَّيتونُ 
لا يبلى 
وتزدانُ الدَّوالي بالعناقيدْ
 
هلْ يغيبُ القيءُ في جوفِ الأساطيرِ 
وتجري في سواقي غدِنا الآتي أناشيدْ؟ 
 
يا رفيقَ الجرحِ
خذْ كفِّيْ
بها حطِّمْ قلاعَ الشَّرِّ
 هشِّمْ كلَّ سجنٍ
لتُغنِّيْ معْ طيورِ الفجرِ 
بالحرِّيَّةِ الحسناءِ أفواهُ العبيدْ
 
هل تموتُ الحربُ
كي أدخلَ مجديْ كنجومٍ ساطعاتٍ في سماءٍ لا تبيدْ
 
وأعيشَ العمرَ كالوردِ ببستانِ القصيدْ؟
 
في فمي صوتُ شقيٍّ صارخًا : 
هيَّا
 
إلى البهجةِ نمضي 
نُرجعُ الضّوءَ بهيَّا
 
وننادي كلَّ مذبوحٍ :
إلى صوتِكَ عُدْ لحنًا قويّا
 
يا رفيقي 
يا رفيقَ الجرحِ
إنّي أعشقُ النَّومَ بأجفانِ القمرْ
 
والغيابَ الحلوَ في لونِ الشَّجرْ
 
فأنا ما زلتُ أبني سوْرَ صوتي حجرًا فوق حجرْ
 
وأُربِّي أعينًا ليستْ تَملُّ الجريَ في ساحِ البَصَرْ
 
وترابي لم يزَلْ ينتظرُ الأزهارَ تنمو تحتَ إيقاعِ المطرْ
 
يا رفيقي 
إنّني أهوى إلى الأفْقِ البعيدِ المشتهى خوضَ السَّفَرْ
 
وأُجافي النَّومَ في جوف الحُفَرْ
 
يا أنيني 
لستَ ظِلِّيْ
خُذْ حكاياكَ وسافِرْ
 
يا انكساري
إنَّ طوفانًا  بصدري 
عُدْ إلى كهفِكِ هاجرْ
 
فأنا الآنَ
بصوتي أملأُ الدُّنيا غناءً 
 فيَّ يشدو ألفُ طائرْ
 
ليمُتْ موتي
وقهري
وحكاياتيْ القديمهْ
 
لتمُتْ كلُّ الشَّظايا
والرّزايا 
والأحاديثُ الأثيمهْ
 
إنَّني أُلقي بعزٍّ كفَنيْ
طالبًا خبزًا  
وماءً
وخلاصا
 
لا لموتي
وسأحيا 
قاهرًا هذا الرّصاصا
 
ثمَّ ألهو 
وأغنِّي
لا أُضامْ
 
ويجيءُ الصَّوتُ عذبًا: 
إنَّ ربَّ المجدِ يزهو في العُلى  
والمسرَّاتُ بها لحنُ الأنامْ
 
فلتَمُتْ يا موتُ
في وجهِكَ أرمي سيفَ حقدي 
وأقولُ:
الأرضُ أرضي 
والسَّماواتُ سمائي 
فامضِ عنِّي 
إنَّ لونيْ لونُ عشقٍ 
ينتشي في حضنِهِ ظبيُ السَّلامْ
 
ويذوبُ البغضُ 
يطويهِ الظَّلامْ
 
يا نداءَ الحربِ صمتًا 
في قبورِ الأمسِ 
ما عدْتُ أنامْ
 
بلْ بحقلِ  الكونِ أبقى قائمًا
حيًّا بأنفاسِ الكلامْ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

106

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة