عدد الابيات : 20
طَرَقَ الْخَيَالُ حَبِيبَتِي فَكَأَنَّمَا
تُنَادِي الْمُنَى مِنْ قَبْرِهَا لَمْ تُدْلَجِ
أَلَمٌّ يُجَدِّدُ فِي الْفُؤَادِ أَسَاهُ
وَيُذْكِي بِقَلْبِي جَمْرَةً لَمْ تُخْبَجِ
أَتَذْكُرِينَ لَيَالِيَ الْوُدِّ بَيْنَنَا
وَنَحْنُ نُعَانِقُ فَرْحَةَ الْمُتَرَجِّجِ
فَمَا انْفَكَّتِ الْأَيَّامُ تَسْحَبُ دُونَنَا
ذُيُولَ الْهَوَانَا كُلَّ يَوْمٍ تُقَلِّجِ
أَرَاكِ عَلَى فِرَاشِ مَوْتٍ تَئِنِّينَ
وَدَمْعُ الْمَنَايَا فَوْقَ خَدِّكِ يَنْهَجِ
أُجَاذِبُ رُوحِي أَنْ تُفَارِقَ جِسْمَهَا
وَأَسْكُتُ أَحْزَانِي بِقَلْبٍ مُفَتَّجِ
أَلَيْتَنِي أَدْرَيْتُ دَاءَكِ قَبْلَهُ
بِنَفْسِي فَلَمْ أَبْقَ لِدَاءٍ مُعَرَّجِ
أُحَاوِلُ أَنْ أُلْقِيَ فِي الرَّوْعِ صَبْرَةً
وَلَكِنَّ صَبْرِي كَالسَّحَابِ الْمُغَنَّجِ
أَغَارُ عَلَى مَلَامِحٍ كُنْتُ أَرْعَهَا
وَقَدْ صَارَتِ الْأَجْفَانُ سُقْعًا مُقَرَّحِجِ
وَأَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يُعِيدَ لِقَاءَنَا
فَيَسْخَرُ مِنِّي قَاسِمٌ لَمْ يُفَلِّجِ
أَعِيشُ عَلَى ذِكْرَاكِ كَالشَّمْعِ دَمْعُهُ
يُذِيبُ جَوَانِحَهُ وَيَبْنِي الْمَهْرَجِ
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي إِذَا مَا تَغَيَّبْتِ
سَأَبْقَى كَظِلٍّ لِلْوُجُودِ مُهَمْهَجِ
أُخَاطِبُ فِي الظَّلْمَاءِ قَبْرَكِ مُنْحَنِيًا
وَأَسْكُبُ دَمْعًا فَوْقَ تُرْبٍ مُخَضَّجِ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تُجِيبِينَ صَارِخًا
بِقَلْبٍ إِلَى أُفُقِ اللِّقَاءِ مُوَجَّجِ
أَرَى الشَّوْقَ يَسْحَبُ أَعْبُءَ السَّنَوَاتِ
كَمَا جُرَّ فِي الْأَحْلَامِ قِطْعٌ مُخَرَّجِ
وَأَسْرِي إِلَى أَعْمَاقِ أَحْلَامِ عَهْدِنَا
فَأَلْقَى هَوَاكِ كَالشُّعَاعِ الْمُنَبَّجِ
أُقَاسِي مَرَارَاتِ الْفِرَاقِ وَوَجْعَهُ
كَمَا قَاسَ فِي أَحْشَاءِ نَمِرٍ مُنْفَجِ
فَدَاعَبْتَنِي بِالْوُدِّ حَتَّى إِذَا مَضَتْ
تَرَكْتِ فُؤَادِي كَالرَّمَادِ الْمُهَيَّجِ
أَمُدُّ يَدِي لِلْوَهْمِ أَلْثَمُ طَيْفَهَا
فَتَأْبَى الْمَنَايَا أَنْ تُسَلِّمَ مَهَاجِجِ
فَخُذِي قَصِيدَتِي إِذَا مَا مَضَيْتِ
خُطَاكِ عَلَى صَدْرِي كَنَارٍ تُؤَجَّجِ
1051
قصيدة