عدد الابيات : 21
مَنْ تَبَسَّمَ فَاسْتَحَالَتْ أَنْجُمَا
وَغَفَا الْجَمَالُ عَلَى مُحَيَّاكَ أَرْحُمَا
وَجْهٌ يُضِيءُ كَمَا الْمَصَابِيحِ إِذَا
لَثَمَتْهُ أَنْسَامُ السَّحَرْ وَتَبَسَّمَا
فِي مُقْلَتَيْكِ خُيُولُ سِحْرٍ قَدْ سَرَتْ
مَا سُرِّجَتْ إِلَّا لِتَحْكُمَ بِهَا مُغْرَمَا
عَيْنَانِ مِنْ لُجَجِ الْبِحَارِ غَرِيقُهَا
قَدْ عَادَ بِالْوَجْدِ اشْتِيَاقًا مُتَيَّمَا
كَأَنَّهَا الْأَقْمَارُ تُشْرِقُ مِنْ وَجْهٍ
يَعْلُو الضِّيَاءُ عَلَى الظَّلَامِ وَيَهْزِمَا
شَعْرٌ تَدَاعَى اللَّيْلُ مِنْهُ غَيْرَةً
فَأَبَى سَوَادَكِ أَنْ يَكُونَ مُظْلِمَا
وَالْوَرْدُ يَحْسُدُ ثَغْرَكِ الْوَضَّاءَ إِذْ
عَطَّرْتِ أَفْوَاهَ الصَّبَاحِ تَنَسُّمَا
ضَحِكَتْ فَأَشْرَقَتِ الْحَيَاةُ كَأَنَّهَا
زَهْرَةٌ تَشْدُو بِالرَّبِيعِ وَتَرْسِمَا
مَا بَيْنَ أَنْفَاسِ الْعَبِيرِ خُطْوَتُهَا
وَالْكَوْنُ يَسْأَلُهَا الْأَرِيجَ لِيَفْهَمَا
كَفٌّ تُلَامِسُ كُلَّ جُرْحٍ فَيَبْتَسِمْ
فَتَفِيضُ حُبًّا وَحَنَانًا مُكَرَّمَا
إِنَّ الرِّقَّةَ الْعَذْرَاءَ مِنْكِ صَنِيعَةٌ
سُبِكَتْ بِأَوْصَافِ الْمَلَاكِ فَأَحْكَمَا
كَأَنَّ سِحْرَ صَوْتِهَا مِنْ غِنَاءِ مَلَائِكٍ
هَزَّ الْقُلُوبَ لِذِكْرِ لَحْنٍ فَتَرَنَّمَا
يَا زَهْرَةَ الْحُبِّ الْمُقَدَّسِ أَنْتِ لِي
بَلْسَمْتِ أَوْجَاعِي فَأَصْبَحْتُ مُنْعَمَا
دَعِينِي أَذُوبُ بِسِحْرِ جَفْنِكِ سَيِّدًا
مَا عَادَ مَنْ يَأْبَى سُكُونَكِ مُلْهَمَا
أَنْتِ الْمَلِيكُ عَلَى فُؤَادِي قَدْ جَرَى
حُكْمُ الْجَمَالِ عَلَيْكِ أَنْ لَا يُظْلَمَا
صُنِعَتْ لَكِ الْكَلِمَاتُ قَبْلَ وِلَادَتِي
وَأَبَى الْهَوَى إِلَّاكِ عَهْدًا لِيُلْزِمَا
فَلَقَدْ تَغَنَّى الشِّعْرُ فِيكِ وَكُلُّ مَنْ
صَاغَ الْقَوَافِي لَمْ يَكُنْ لَكِ مُغْرَمَا
حَسْبِي أَنَا يَا نَجْمَ عُمْرِي أَنَّنِي
رَأَيْتُ عَيْنَيْكِ فَاسْتَبَدَّ بِيَ الظَّمَا
أَقْسَمْتُ يَا عَيْنَيْكِ أَنَّ حِكَايَتِي
لَا تَنْتَهِي إِلَّا بِحُبٍّ وَجْهٍ يُخْتَمَا
يَا إِعْجَازَ الْخَلْقِ أَنْتِ وَسِرَّهُ فَا
اسْكُبِي عَلَى قَلْبِي جَمَالَكِ تَرَحُّمَا
1280
قصيدة