عدد الابيات : 42
طباعةحَامِلُ الْغَرَامِ حُلْمٌ أَنَّهُ نُورُ النَّجْمِ
فَإِذَا الْقُلُوبُ نَارٌ تَحْتَ سِتْرِهَا تُضَمُّ
كُلَّمَا أَشَاحَ طَيْفٌ عَادَ لِلْفُؤَادِ سَهْمُ
وَالْهَوَى عَلَى جُرُوحِي لَيْسَ يَرْتَضِي الْوَهْمُ
يَا رَسُولَةَ الْعُيُونِ كَيْفَ الدَّمْعُ لَا يَفِيضُهُمُ
وَالْهَوَى عَلَى الْوُجُودِ بَاتَ جَمْرًا يَحْتَكِمُ
إِنْ دَنَوْتِ، فَالْقُلُوبُ تُزْهِرُ الْبَهَاءَ حُبًّا
وَإِذَا نَأَيْتِ، فَالدَّمْعُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعَظَّمَ
كَيْفَ يَحْتَمِي الْفُؤَادُ مِنْ لَظَى الْجَفَا وَيَسْلَمُ
وَالْعُيُونُ بَعْدَ هَجْرٍ لَا تَزَالُ تَسْتَهِمُ
كُلُّ لَحْظَةٍ بِعَيْنِي فِيهَا صُورَةُ الْأَلَمِ
كُلُّ دَمْعَةٍ تَهَاوَتْ مِنْ جُفُونِي تَتَّسِمُ
أَيْنَ مَنْ أَحَبَّ قَلْبِي؟ هَلْ نَسِيَ الْهَوَى وَعَصَمَ
أَمْ هُوَ فِي الْوُجُودِ مَاضٍ بِالضِّيَاعِ يَحْتَكِمُ؟
إِنْ سَمِعْتِ أَنِينَ صَدْرِي لَمْ تَرَيْ إِلَّا شُجُونَهُمُ
وَالْهُمُومُ فِي رِحَابِي لَيْلُهَا طَوِيلٌ مُظْلِمُ
يَا سَمَاءَ الْوُدِّ، هَلْ تَسْقِينَ قَلْبِي بَعْدَ ظَمْئِهِ؟
أَمْ أَظَلُّ فِي السَّرَابِ كُلُّ حُبِّي يَنْهَزِمُ
مَنْ يُرَاجِعُ الذِّكْرَيَاتِ فِي رُبَى الْغَرَامِ يَحْتَدِمُ
كُلُّ نَظْرَةٍ لَهَا صَوْتٌ يَشْتَكِي، يُنَادِي، يَلْتَهِمُ
كَيْفَ أَسْتَرِيحُ يَوْمًا وَالْهَوَى عَلَيَّ مُحْتَكِمُ؟
فَالْقَرَارُ فِي فُؤَادِي مِثْلُ حُلْمِ عَيْنٍ يُحْتَمُ
يَا مَلِيحَةَ الْوُجُودِ، أَنْتِ فِي الْجَمَالِ مُنْفَرِدَةٌ
كُلُّ بَسْمَةٍ تَجُودِينَ هِيَ السِّحْرُ وَالْمَغْنَمُ
إِنْ بَدَوْتِ فِي مَرَامِي زَادَتِ السَّمَاءُ نُورَهَا
وَإِذَا نَأَيْتِ عَنِّي عَادَ لَيْلِي مُعْتِمُ
لَوْ رَأَيْتِ مَا بِقَلْبِي مِنْ هُمُومِ عِشْقٍ قَدِمُ
لَمْ تُسَائِلِي عَنِ الْوَجْدِ فَهُوَ صَارِخٌ وَيَسْتَطِيمُ
أَنْتِ أَوَّلُ الْمَحَابِبِ وَفِي الْفُؤَادِ لَكِ مَقَامُ
لَوْ غَفَرْتِ لِي شُجُونِي لَمْ أَكُنْ أَشْقَى وَأُتَّهَمُ
مَا لِعَيْنِي تَسْهَرُ اللَّيْلَ وَالْحَنِينُ فِي دَمِي يَسْتَحِمُّ
كُلَّمَا أَرَادَ قَلْبِي هُدُوءًا جَاءَ ذِكْرُكِ كَالرِّيَاحِ يَهُمُّ
قَدْ بَنَيْتُ فِي الْهَوَى حُلْمًا فَإِذَا بِالْحُلْمِ قَصْرٌ يَهْدِمُ
كُلَّمَا دَنَوْتُ خُطْوَةً نَأَيْتِ، فَالْحُبُّ حُزْنٌ يَلْتَحِمُ
يَا أَمِيرَةَ الْوَرْدِ، قُولِي هَلْ يَرَى الْوُجُودُ مِثْلَكُمْ؟
يُفْنِي الْعُمْرَ لِعَيْنَيْكِ وَفِي رَجَائِهِ لَا يُسْتَلَمُ
لَوْ طَلَبْتِ مِنِّي عُمْرِي لَبَذَلْتُهُ، وَالْحُبُّ يَبْتَسِمُ
لَكِنَّكِ مِثْلُ بَحْرٍ يُغْرِقُ الْمُحِبَّ وَيَتَّهِمُ
كَيْفَ أُخْفِي الْحُبَّ، وَالْقَلْبُ يَفِيضُ شَوْقًا لَا يَنْتَقِمُ
كَيْفَ أَصْبِرُ وَالْهَوَى يُطْفِئُ الْعُقُولَ وَيَنْسَجِمُ
إِنْ أَشْرَقَتْ عَيْنَاكِ يَوْمًا فَالظَّلَامُ عَنْ حَيَاتِي يَنْعَدِمُ
وَإِنْ أَغْلَقْتِ الْأَبْوَابَ دُونِي فَالْمَمَاتُ بَابُهُ يَتَقَدَّمُ
مَا لِقَلْبِي إِلَّا صَبْرٌ وَفِي الصَّبْرِ نَارٌ تَحْتَدِمُ
كُلَّمَا أَطْفَأْتُ شَوْقًا فَإِذَا شَوْقٌ جَدِيدٌ يُضْرَمُ
هَلْ رَأَيْتِ مِثْلَ حَالِي كَيْفَ أَحْتَمِي، وَمَاذَا أَعْصِمُ
كُلُّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِي لَهَا أَصْوَاتٌ بِالْوَجْدِ تَحْكُمُ
لَوْ تَأَمَّلْتِ قَلْبِي لَوَجَدْتِ نَبْضَهُ حُبًّا كَلِمُ
يَحْمِلُ الْحُبَّ أَحْمَالًا وَفِي جُرْحِهِ أَلَمٌ يُعَلِّمُ
يَا نَسِيمَ الرُّوحِ، هَلْ تُبْلِغِينَهَا أَنَّ الْفُؤَادَ أَضْحَى مُنْقَسِمُ
نِصْفُهُ يَبْكِي عَلَيْهَا وَالنِّصْفُ الثَّانِي عَلَيْهَا يُهْرَمُ
كَيْفَ أَحْكِي لِلنُّجُومِ عَنْ أَمَانٍ ضَاعَ مَعَ الْغَيْمِ
كَيْفَ أَرْوِي لِلسَّمَاوَاتِ عَنْ قَلْبٍ بِالْوَفَاءِ يَحْتَطِمُ
إِنْ نَظَرْتِ إِلَى وُجُودِي فَسَتَرَيْنِي كَظِلٍّ يَنْقَسِمُ
أَمْشِي بَيْنَ أَحْلَامِي وَكُلُّ خُطُوَاتِي تَتَقَدَّمُ
فَارْحَمِي قَلْبًا غَدَا بَيْنَ جَنَّةِ الْحُبِّ وَالْعَدَمِ
وَاجْعَلِي مِنْ وُدِّكِ نُورًا يَغْسِلُ الْجُرْحَ، يَمْحُو الظُّلَمَ
مَا لِعَيْنِي غَيْرُ دَمْعٍ يَحْكِي لِلنَّاسِ عَنْ سَقَمِ
وَالْفُؤَادُ يَصِيحُ: رِفْقًا كَيْفَ يَحْتَمِلُ الْأَلَمَ
يَا حَبِيبَةَ الْقَلْبِ، قُولِي هَلْ سَمِعْتِ أَنِينِي؟
أَمْ تُرَاكِ لَا تُبَالِي بِجُرُوحِي وَنَارِ الْهِيَمِ
لَوْ عَرَفْتِ كَيْفَ حَالِي فِي هَوَاكِ يَا قَمَرِي
لَمْ تَدَعِي دَمْعَتِي تَسْبِقُ أَنْفَاسِي وَتَخْتَتِمُ
أَنْتِ بَحْرٌ فِيهِ أَمْوَاجٌ تَرْمِي الْقَلْبَ لِلْغَرَقِ
كُلَّمَا نَجَا سَبَاحًا جَاءَتِ الرِّيَاحُ بِالسَّقَمِ
كَيْفَ أُخْفِي عَنْكِ وُدِّي؟ وَالْهَوَى فِي دَمِي يَحْتَكِمُ
كُلُّ نَبْضٍ فِي شَرَايِينِي يُنَادِي: أَنْتِ مَنْ أُحِبُّهُمُ
هَلْ رَأَيْتِ قَلْبَ صَبٍّ يُحَارِبُ الشَّوْقَ وَيَغْلِبُ؟
كُلُّ لَحْظَةٍ فِي هَوَاكِ كَالسَّيْفِ تَشْقَى وَتُبْرِمُ
إِنْ تَغِيبِي، فَالْوُجُودُ يَصِيرُ لَيْلًا لَا نُجُومَ
وَإِذَا تَبْسِمِينَ يَوْمًا يَزْدَهِي النُّورُ وَالْغُيُومُ
أَشْتَكِي لِلرِّيحِ حَالِي فَتَرُدُّ الدَّمْعَ وَالنَّسِيمَ
قَدْ تَعِبْتُ مِنْ صَبَابَتِي وَمَا تَعِبَ الْهَوَى فِي عُرُوقِكُمْ
إِنْ كَتَبْتُ الشِّعْرَ يَوْمًا فَأَحْرُفِي لَكِ تُغَنِّي وَتَرْقُصُ
كُلُّ بَيْتٍ يَحْمِلُ شَوْقًا وَكُلُّ قَافِيَةٍ إِلَيْكِ تَرْسِمُ
يَا مَلَاكَ الْحُسْنِ، إِنِّي عَاشِقٌ يَرْسُمُ الْحُبَّ وَيُحْسِنُ
لَا تَظُنِّي قَلْبِي صَخْرًا فَالصَّخْرُ لِذِكْرَاكِ يَلْتَئِمُ
كَيْفَ أَنْسَى طَيْفَ عَيْنَيْكِ؟ هُوَ كَالْحُلْمِ فِي لَيْلٍ يُؤَنِّسُ
كَيْفَ أَحْكِي عَنْ جَمَالٍ يَسْبِقُ الْوَصْفَ وَيُحَيِّرُ الْمَعْلَمَ
أَنْتِ نَجْمٌ فِي سَمَائِي وَالنُّجُومُ مِنْ نُورِكِ تَسْتَلْهِمُ
كُلَّمَا أَشْرَقْتِ يَوْمًا غَابَ الْحُزْنُ وَالنُّورُ يَبْسِمُ
فَاخْتِمِي قِصَّةَ الْغَرَامِ بِوَعْدٍ يَمْلَأُ الْقَلْبَ وَيُعَظِّمُ
وَاجْعَلِي لِلْعِشْقِ أَمَانًا يَحْمِي الْفُؤَادَ وَيَسْتَقِيمُ
فَإِذَا قُلْتِ: "يَا حَبِيبِي" صَارَ الْحَيَاةُ حُلْمًا يَتَقَدَّمُ
وَإِذَا صَمَتَ قَلْبُكِ يَوْمًا فَسَيَبْكِي الشِّعْرُ وَيَحْتَدِمُ
1035
قصيدة