? بيان رقم (١) – "صليل الوحدة"

 

مِنْ أَعْلَى جِبَالِ الأَحْزَانِ،

أُرْسِلُ بَيَانًا مُقْتَضَب،

القِمَّةُ لَا تَزَالُ بَعِيدَة،

وَلَمْ يَنْتَهِ الغَضَب،

طَرِيقُ الأَحْزَانِ طَوِيل،

لَمْ تشْفَ جِرَاحُ القَلْبِ،

لَمْ يَبْقَ غَيْرُ التَّعَب.

 

أُوَجِّهُ غَضَبًا حَدَّ القَلَمِ،

أَصْنَعُ بِالوَحْدَةِ مَرْثِيَّة،

الوَحْدَةُ مِثْلُ قَذِيفَةِ مِدْفَع،

وَقَلْبِي كَالجَيْشِ المَمْلُوكِيِّ،

لَا يَمْلِكُ غَيْرَ سُيُوفٍ صَدِئَة،

وَبَعْض خَنَاجِرَ ثَوْرِيَّة،

وَأَعْظَمُ مَا قد يَحْمِلُ،

أفكاراً كالبُنْدُقِيَّةٍ.

 

? بيان رقم (٢) – "ساحة الغش"

 

مِنْ أَعْلَى جِبَالِ الأَحْزَان

لَازِلْتُ هُنَاك،

أَيُّهَا العَالَمُ تَبْدُو ضَئِيلًا،

مَاذَا دَهَاك؟

 

صِرَاعٌ صَامِت،

تَحْتَ تِلَالِ الرَّمْل،

النَّاسُ هُنَاكَ مِثْلُ النَّمْل،

وَمِثْلِ القَش،

تَبْنِي تَحْتَ الأَرْضِ

مَا تَحْسَبُهُ قُصُورًا،

وَهِيَ هَيْكَلُ هش،

هَذَا العَالَمُ غِش،

سَاحَةُ حَرْب،

مُرَّ فِيهِ كَعَابِرِ سَبِيل،

لَا تَقْتَرِفِ الحُب،

لَا تَتَوَرَّطْ،

اجْتَنِبِ الطَّيْش.

 

 

? بيان رقم (٣) – "ألسنة اللهب"

 

مِنْ فَوْق جِبَالِ الأحْزَان

أُشَاهِدُ عَشَرَاتِ الشُّهُب،

أَسْرَابًا مِنْ غِرْبَان،

وَأَلْسِنَةِ لَّهَب،

أُمَّةٌ مَأْسُورَة،

وَنَوْبَاتُ غَضَب.

 

مَجْدٌ تَاهَ بِحُقُولِ النَّفْط،

وَحُلْمٌ بِقَامُوسٍ،

لَا يَحْمِلُ مَعْنَى كَلِمَةِ "صَمْت"،

تَارِيخٌ كَفَّ عَنِ التَّدْوِين،

أَنْدَلُسٌ مَفْقُود،

وَبَقَايَا نِضَال،

وَإِرْثٌ حَزِين.

 

? بيان رقم (٤) – "الرُّخ والنبوءة"

 

مِنْ فَوْقِ جِبَالِ الأحْزَان،

أَنْظُرُ بَعِيدًا هُنَاك،

أَيُّهَا العَالَمُ الجَائِر،

أَرَى شَيْئًا يُحَاك،

أَلْمَحُ رُخًا مُهَيبًا،

يَحْمِلُ طُيُورَ الهَلاَك،

رَابِضٌ بِقَلْبِ مُحِيطٍ شَاسِع،

عَازِمٌ عَلَى الإشْتِبَاك،

نَذِيرُ شُؤْمٍ عَتِيق،

بِجَنَاحَيْهِ حُزْنٌ يُرَاق.

 

مِنْ فَوْقِ قِمَّةِ الأحْزَان،

أَرَى مُخَطَّطَاتٍ مَحْسُومَة،

أَرَى مَا يُشْبِهُ خَارِطَةً،

وَعِدَّةَ حُدُودٍ مَرْسُومَة،

تُمَثِّلُ عَالَمًا جَدِيدًا،

وُلِدَ مِنْ قَلْبِ الإحتِرَاق،

وَدُوَلاً قَدِيمًا كَانَتْ لَهَا اسْمًا،

تَحْمِلُ جَمِيعًا اسْمَ العِـ.ـرَاق.

 

 

? بيان رقم (٥) – "العودة من الجبل"

 

من أسفلِ جبالِ الأحزان،

أستديرُ مغادرًا إياها،

العالمُ من هنا صاخبٌ،

متشابكٌ كألفِ متاهة.

 

أيها العالمُ البعيد،

عُدتُ شامخًا من جديد،

عِشتُ بعيدًا،

سنواتٍ كذئبٍ وحيد.

 

تركتُ بعضَ المعاني

فوقَ قِممِ الأحزان:

الغضب،

اليأس،

وكثيرٌ من التعقيد.

 

تعلّمتُ أنَّ التعلُّقَ حماقة،

وأنَّ الأشياءَ الغامضة

لا تحوي سحرًا

أو شيئًا من الفنون.

 

أيها العالمُ البديل،

أنا مُقاتل،

حفيدُ الصحراءِ والنيل،

أسَافر حد الجنون،

ثم أرجع، وكأن شيئًا لم يكون.

 

صنعتُ من ذلك الإرثِ العتيق،

قِلاعًا لقلبي،

وحصون.