وَجَدتُ اليَومَ مَحارَة
تَحتَضِنُ عقدًا مِنَ اللُّؤلُؤِ،
كانَ مِلكي يَومًا وَاندَثَر.
وَجَدتُ اليَومَ الذِّكرى،
لَكِنِّي ما وَجَدتُ القَمَر.
فَقَبلَ زَمَنٍ لا أذكُرُهُ،
كُنتُ أملكُ القَمَر،
وَكانَ لا زالَ يُحِبُّني… عَلَى الأَرجَح،
كانَ بَينَ يَدَيَّ ضاحِكًا،
ضَحِكاتٍ تُعادِلُ كُلَّ المَطَر.
بَعدَ زَمَنٍ لا أذكُرُهُ،
عَرفتُ أَنَّ رُوحي القَديمَةَ بِمَكانِها،
وَلَم تَزَل،
تَشَبَّثَت هُناكَ وَتَوَقَّفَ بِها الزَّمَن.
ظَلَّت بَقايَا رُوحي القَديمَة
تَتُوقُ لِتِلكَ اللَّحظَة،
كُلَّ يَومٍ أَلفَ مَرَّة،
أَو يَزيد،
لا تَزل.
لَكِنَّ رُوحي الحَالِيَّة كانَت تَنتَظِر،
تائِهَة عَلَى ما يَبدو،
تَنظُرُ تارَةً لِوَجهِ القَمَر،
وَتارَةً أُخرَى بَينَ الحُفَر.
بَعدَ أَلف مَعرَكَةٍ وَأَكثَر،
تَنظُرُ رُوحي
لِبَقايَا رُوحي العالِقَةِ،
نَظرَة أَخِيرَة مُوَدِّعَة،
وَتَرحَل،
دُونَ أَن تُحدِّثَها،
أَو تَعتَذِر.
53
قصيدة