يا وطني ما أجملَكْ

بالمجدِ ربّي كلّلَكْ

إنَّ الوجودَ يكتسي

ذلًًّا إذا ما أهملَكْ

مِن قِدمٍ بنيتَ في

عينِ الضّياءِ منزلَكْ

إليكَ مدّتْ يدَها

الدّنيا لكي تستقبلَكْ

فاهنأْ بعيشٍ ناعمٍ

ودُسْ على ما أثقلَكْ

منتفِضًا كالّليثِ لا

ترهبْ عدوًّا كبّلَكْ

لكَ السّماءُ هلّلتْ

بالرّوحِ غطّتْ هيكلَكْ

فيكَ تلقّى الأنبيا

وحيًا هُداهُ جمّلَكْ

هنا العلومُ جُنْحُها

منبسِطٌ ليحملَكْ

والخُلُقُ الأسمى هنا

نفوسَ أهليكَ امتلَكْ

والمرءُ إنسانٌ هنا

يُسقى بحُبٍّ عسلَكْ

لا بِدَعٌ لا فِتَنٌ

بالسُّمِّ ترمي منهلَكْ

تاهَ عن التّاريخِ مَن

عنهُ أبى أنْ يسألَكْ

صوتُ البطولاتِ هنا

مرتفِعٌ ما خذلَكْ

لمْ ينتصرْ وحشُ الرّدى

فوق رباكَ قد هلَكْ

لن أنحنيْ قُلْها لمن

أرادَ أنْ يزلزلَكْ

وقلْ لشيطانِ الدّجى :

نوري سيدمي أرجلَكْ

تبقى ويفنى حاقدٌ

في شرِّهِ القاسي هلَكْ

سلمتَ حيًّا ظافرًا

بالطُّهرِ ربّي غسّلَكْ

إنّي وأنتَ جنّتي

بغيرِها لن أبدلَكْ

فيها أغنّي دائمًا :

يا وطني ما أجملَكْ