عدد الابيات : 32

طباعة

سِرْتُ أُقَبِّلُ فَجْرَ حُبٍّ قَادِرٍ

وَأَفُكُّ أَسْرَارَ الزُّهُورِ بِالوَجْدَانِ

وَأَسِيرُ فِي صَحْرَاءِ صَبٍّ عَاتِيَةٍ

حَتَّى أَرَاكِ كَخَافِقٍ بَيْنَ الجَفَانِ

إِنِّي سَكَنْتُ الحُبَّ مُنْذُ صِبَايَ فِي

وَجْهِكِ أَجِدُ الوَحْيَ أَسْمَى البِيَانِ

مَاذَا سَأَكْتُبُ وَالجَمَالُ مُلَثَّمٌ

فِي مُقْلَتَيْكِ وَرِقَّةِ النَّبْضِ الحَنَانِ

أَوْحَيْتِ لِي أَلْفَ انْطِلَاقٍ سَاحِرٍ

وَأَلَغْتِ الشِّعْرِ إِلَّا لِلهَوَى الفَيْضَانِ

جَاءَتْ كَأَنَّ اللَّيْلَ يَلْبَسُ بُرْدَةً

مِنْ وَشْيِ أَفْلَاكٍ عَلَى فَخْرِ الزَّمَانِ

تَبْكِي النُّجُومُ، وَفِي خُطَاهَا رَجْفَةٌ

أَبْكَتْ جُمُودَ الصَّخْرِ فِي عُمْقِ الْكَيَانِ

يَا فَاتِنَاتِ الْحُسْنِ، كَيْفَ تَجَرَّدَتْ

مِنْكِ الْحُرُوفُ وَأَصْبَحَتْ طَوْعَ الْعِنَانِ؟

لُغَتِي عَلَى شَفَتَيْكِ أَشْهَى فَاكِهَةٍ

تُغْرِي الْبَيَانَ، وَتَنْهَبُ الرُّوحَ الْحِسَانِ

أَبْنِي صُرُوحَ الْعِشْقِ فِي أَهْدَابِهَا

وَأَهِيمُ بَيْنَ ظِلَالِهَا مِثْلَ الْجِنَانِ

فَأَنَا الَّذِي خَاضَ الْعُصُورَ مُلَثَّمًا

خَدَّ الْجَمَالِ، وَعَرَّشَ الْحُبَّ الْجَبَانِ

وَسَكَنْتُ فِي عَيْنَيْكِ دُرَّةَ بَاحِرٍ

غَاصَتْ بِهَا أَحْلَامُ قَلْبِي الْحَائِرِ الْفَتَّانِ

وَسَأَلْتُ عَنْكَ الرِّيحَ عِطْرَ نُسَيْمِهَا

فَأَجَابَنِي وَجْدًا، وَهَامَ بِوَجْدَتَانِ

وَرَأَيْتُ فِي صَمْتِ الأَطَارِيفِ لَهْفَتِي

تَسْرِي كَنَبْضِ الدَّمْعِ فِي لَحْنِ الأَغَانِي

يَا طَيْفَهَا، هَلْ فِي اللِّقَاءِ بَقِيَّةٌ؟

أَمْ قَدْ طَوَاكَ الْبُعْدُ فِي جَوْفِ الزَّمَانِ؟

إِنِّي أَجُوبُ الدَّهْرَ أَطْلُبُ وَجْهَهَا

فَيَشُدُّنِي شَوْقِي كَقَيْدٍ فِي الْجَنَانِ

حَتَّى إِذَا جَاءَ النَّوَى مُتَحَكِّمًا

أَضْحَتْ دُمُوعِي فَوْقَ خَدِّي الْحَيْرَانِ

وَبَقِيتُ أَرْتَشِفُ الْوُجُودَ مُهَلْهَلًا

وَكَأَنَّنِي حُزْنٌ يُكَابِرُ فِي الْمَكَانِ

وَالْبَحْرُ يُنْشِدُ فِي عُيُونِي مَلْحَمَةً

مِنْ أَلْفِ عِشْقٍ غَابَ عَنْ بَوْحِ اللِّسَانِ

وَعَرَفْتُ أَنَّ البُعْدَ مَرٌّ طَعْمُهُ

وَ يَوْمَ اللِّقَاءِ أَحْلَى مَا يَكُونُ لِحَانِ

وَأَتَتْ تُغَازِلُنِي كَأَنَّ صَبَاحَهَا

نَبَعٌ يُقَطِّرُ مِنْ جُفُونِ اليَاسَمِينِ

وَانْهَالَ عِطْرُ الوَصْلِ يَمْلَأُ صَدْرَنَا

حَتَّى ارْتَوَتْ أَعْماقُنَا بِنَدَى الحَنَانِ

وَإِذَا ابْتَسَمْتِ الشَّمْسُ بَعْدَ فِرَاقِنَا

عَادَتْ إِلَى الْأَرْوَاحِ أَنْسَامُ الْأَمَانِ

فَالْحُبُّ فِي قَلْبِي يُعَانِقُ وَجْهَكُمْ

وَيُضِيءُ لَيْلَ الْقَلْبِ فِي بَهْوِ الْحَنَانِ

أَنْتِ الْأَمَانُ إِذَا تَشَتَّتَ سِرُّهُ

وَالْعِشْقُ أَنْتِ إِذَا دَعَا الْعُمْرَ لِصِيَانِ

كُلُّ الْكَلَامِ مُعَلَّقٌ فِي هَمْسِكُمْ

مَهْمَا بَلَغْتُ فِي الْقَوَافِي وَالْبَيَانِ

يَا سِرَّ قَلْبِي، إِنَّ شِعْرِيَ قَاصِرٌ

عَنْ أَنْ يُجَارِيَكُمْ بِسِحْرِ الْجِنَانِ

فَإِلَيْكِ أَهْدِي قَصْرَ شِعْرٍ فَاخِرٍ

مَبْنِيًّا فِي الأَحْرُوفِ مِنْ نُورِ الْبَيَانِ

وَأُقَبِّلُ التَّارِيخَ فِي كَفِّ الهَوَى

وَأَكْتُبُ الأَحْلَامَ فِي صَحْفِ الزَّمَانِ

وَأُعَانِقُ الذِّكْرَى كَمَا يَعْنُو الصَّدَى

فِي جَوْفِ وَادٍ صَافِحَتْهُ قِمَمُ الجِنَانِ

هَذَا الْغَرَامُ، وَكَيْفَ أَسْطُرُ سِرَّهُ؟

إِنْ كَانَ وَجْدُ الْقَلْبِ فِي دَمِّي جَرَانِي

فَاخْتِمْ بِنَفْسِكَ يَا جَمِيلُ قَصِيدَتِي

وَاجْعَلْهَا نَجْمًا فَوْقَ عَرْشِ العَاشِقِينِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1280

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة