عدد الابيات : 21

طباعة

تهفو إلى ظلِّ النخيلِ رِكابـي

ويظلّلُ الذّكرى سديمُ سَحابـي

يتموسقُ المعنى المجذّرُ في فمي

فيسيلُ من عبقِ الحروفِ رُضابي

في موطنِ البرنيّ أخلطُ طينتي

والصيّبُ الميمونُ يغسلُ ما بي

أنشودةُ التَاريخِ لحنُ صبابةٍ

من لا يميلُ للحنِها المُنسابِ؟

وجبالُها والبحرُ مسرى مُهجَتي

حنَّتْ حنينَ الأمِّ عندَ غِيابي

فلكم أنختُ بها رحالي حينما

تاقَ الفؤادُ لها وزادَ مُصابي

وكأَننّي طيرٌ يهاجرُ، يرتمي

في روضةِ الأَعنابِ والعُنَّابِ

وجد المريدُ بقربِها وبظلِّها

ما لم يجده بسائر الأقطابِ

وضّأتُ قافيتي لها ورشفتُ

مما خُطَّ في الأسفارِ غيرَ محابي

أرضٌ تأوَّلتِ العطاءَ لترتقي

بالنّخلِ والشّطآنِ والآدابِ

يقتادُني السّحرُ الحلالُ لحوضها

فأعودُ ذاكَ المترفَ المتصابي

من سطوةِ الحسنِ استثارتْ خافقي

لمّا دَعتهُ بطرفِها النّهابِ

فمخرتُ أمواجَ البّحارِ لأستقي

أهزوجةَ البحّارِ حينَ إيابِ

 وغفوتُ أيّامًا على أهدابِها

مرّتْ على عجلٍ كضوءِ شهابِ

 يا ويحَ قلبي حينَ حانَ فراقُنا

ليصكَّ في وجهِ الحكايةِ بابي

ضجّ اشتياقي واستباحَ دواخلي

وهو الذي ملكَ الزّمامَ، أتى بي

لأقولَ ما ضاقت به الأنفاسُ من

ولهٍ وفيضِ مشاعرِ الأوّابِ

أودعتُ في عينيكِ ذكرى صَبوتي

وأتيتُ كهلًا أستعيدُ شبابي

إنّي امرؤٌ صدقَ الحديثَ إذا روى

وخليلتي سألتْ فخرَّ جوابي

لو صغتُ من درّ الكلامِ قلائدًا

في جيدِها وكتبتُ ألفَ كتابِ

ما زالَ حسنُ صفاتِها نهرًا وما

زالتْ تؤججُ رغبةَ الكتّابِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالرحمن عبدالحميد المدني

عبدالرحمن عبدالحميد المدني

12

قصيدة

شاعر من المدينة المنورة

المزيد عن عبدالرحمن عبدالحميد المدني

أضف شرح او معلومة