عدد الابيات : 20
أيا مضْغةَ الرّيْحانِ أهديتني الرَّندا
سأشكرُ أقداري، وأستهجنُ البُعدا
أخذتِ الْمرايا قبْلةً و كلاكُما
تُريقانِ في وجهِ السّعادةِ شهْدا
لنا في انعكاساتِ الوجودِ طوارقٌ
إذا ما تناديتِ انتشى النورُ واعتدّا
رضًا فوْق آياتِ الشّعوْرِ كأنّهُ
تأتّى على حاجاتنا يحملُ الرِفدا
تُغازِلُني الذّكْرى على رغمِ بُعدِها
وتخلقُ ما بيني وبينَ الأسى سدّا
مُعطّرةُ الأنفاسِ يرجى وصالُها
تمجّدُ من يأتي ولا تَرتجي المجدا
وفي دارِها الميسورِ ذكرى حديثِها
نجالسُها والعطرُ يستطردُ السّرْدا
إذا جاءها الْمهْموْمُ أجْلتْ هموْمَه
وألقتْ سنى أُنسٍ على إثرِها امتدّا
هنا طارَ بي قلبي، على كفِّها غفا!
يداعبُ حنّا الكفِّ يستأصلُ الوجدا
تأمّلتُ تلك الروحَ كيفَ تجسَّدتْ
غصونًا تمدّ النورَ في صدرِنا مدّا
وداعاتُ أمي نظرةٌ تدّعي بها
سلامتَها، والدّاءُ في جسمها اشتدّا
أراها بحمْدِ اللهِ تنْشدُ فضْلَهُ
كأنّ دوامَ السّقْمِ قدْ زادَها حمْدا
خلا بيتُ أمّي بعدَ ما كانَ موردا
ولكنّها ما أغْلقتْ بابَها عَمْدا
وآنستُ في طرفِ الحكاياتِ شمعةً
تبدّت إذا ما نسلُها استجلبَ السَّعدا
غدا طيفُ أُمي وحمةً في بناتِها
يعزّي فؤادي، كُلما اشتقتُها أَبْدى
معلّمتي مشكاةُ حبٍ، وضوؤها
تألّقَ في مرأى حفيداتِها وُدّا
أحَاديثُها نقشٌ على رأسِ دفتري
وأطيافُها شرحٌ على هامشي ارتدّا
وما زالَ يا أمّي يتأْتئُ مرسمي
متى حاولَ التّعبيرَ واستلهمَ الفقدَا
وهل لبلوغِ العمر ستّينَ حيلة
ليكتب شطرا فيك لم يبلغِ الرّشدَ
12
قصيدة