عدد الابيات : 19
في المدْرجِ الثّاني تصفّقُ خولةْ
ترنو، وتضحكُ عندَ أوّلِ وَهْلةْ
وربيعُها العشرونَ بادٍ طلعُهُ
لكنّ ضحكتَها كضحكةِ طفلةْ
نثرتْ على الجلّاسِ سحرَ عيونِها
فتبسّموا وقلوبُهم مُحتَلةْ
قد فاءَ غصنُ الياسمينِ عليهمُ
كوليِّ عهدٍ قادَ رؤيةَ دولةْ
عبقٌ يوثّقُ للنَّدى أنسامَها
ويدورُ حولَ غمامةٍ مُبتَلّة
نتذوقُ المعْنى المذابَ بخفقِها
ويعانقُ اللحظاتِ قلبُ مولَّهْ
فتردُّ قافيتي عليّ كأنَّها
وترٌ يُدندنُ أحرفي المعتَلَّةْ
حتى بدا للحاضرينَ بأنّني
في آخرِ الأبياتِ أسرقُ قُبلة
وتسابقتْ مُقلُ الأنامِ للحظِها
وخبتْ مساعيهُمْ لضيقِ المُهلةْ
ميّاسةٌ ورِثتْ لُبابَ الحسنِ من
أسلافِها، والحُسنُ يعرفُ أهلهْ
هيفاءُ يلتحفُ السّحابةَ جيدُها
أخَذتْ من المعنى المبجَّلِ جُلّهْ
كقصيدةٍ عصماءَ أكدى حرفُها
قرّاءَها، وبدتْ بحلةِ فُلَّة
أوْمتْ بكفّيها تودّعُ أحرفي
وكأنّها خلٌ يودّعُ خِلّه
وطفقتُ أنشدُ للملا: إن لم أنلْ
من دفئِها سأنالُ عذقَ النَّخلة!
عبْثًا على نهْجِ الْملوَّحِ خُطوَتي
لتكونَ أبياتي ضحيّةَ طَلَّة
فسمعتُ صوتَ النّاي نادى صوتَها
وتلا على الأسماعِ آخرَ جُملة
الشّعرُ فتّانٌ تفوّهَ سحرُه
فكأنَّهُ فوقَ الشعورِ تألّه
وَهفتْ إلى ظلِّ الخمارِ كأنّما
تُهدي لوالدِها العفافَ مظلَّة
12
قصيدة