مِنَ الوطنِ البائسِ الصّارخِ النّائحِ
 
قادمٌ صوتُ قيثارةٍ أُتلِفتْ
فانتهى لحنُها
ومشتْ فوقها أرجلٌ مِنْ حديدٍ وصخرٍ
ولمْ ترَ إلّا وحوشًا 
تصارعُها وتقاتلُها
في الصّباحِ وعند المساءِ
وتبغي لها الموتَ منهوشةً
ثمّ تُرمى إلى بحرِ أزمنةٍ عفِنٍ مالحِ
 
كم حزينٌ أنا
وممزَّقةٌ لغتي
ومكسَّرةٌ أضلعي
إذْ أرى ما أرى 
فأرى وطنًا لا ينامُ
مِنَ الجوعِ
والبَرْدِ
والقهرِ
والخوفِ مِنْ قادمٍ غامضٍ كالحِ
 
ولكَم أنا مختنقٌ بروائحِ أدخنةٍ
أقبلتْ مِنْ حدائقَ
أحرقَها همجيٌّ غريبٌ بلا رحمةٍ
ورمى وجهَها روْثَ أفراسِهِ
ومهاجرةٌ سفني نحو ما لا أريدُ
أفرُّ مِنَ القبحِ هذا الّذي
لمْ يزلْ بسكاكينِهِ ذابحي
 
مِنْ هناكَ
ومِنْ ها هنا
لا نشيدَ يصاحبُني مثلما أشتهي
منجِبًا نغمةً لا يُغبَّرُ نهرُها
وتُقَصُّ ضفائرُها
آهِ مِنْ وطنٍ
نحو مدفنِ أحلامِهِ رائحِ
 
فمتى مِنْ هناكَ
ومِنْ ها هنا
سيجيءُ إليَّ الّذي فيهِ أُشفى مِنَ النّائباتِ
ومِنْ جرحيَ الصّائحِ؟
٧ / ٢ / ٢٠٢٤

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

353

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة