عُدْ لغاندي وتعلّمْ ما الكفاحُ

حين تغزوكَ وتُدميكَ رماحُ

لمْ يصوِّبْ مِدفعًا نحو جدارٍ

ويداهُ عنهما غاب السّلاحُ

قالَ : لا للموتِ يمحو لونَ رسمٍ

وبهِ يبلى لعصفورٍ جناحُ

وبهِ الدّيدانُ تجتاحُ جسومًا

ويُلاشى في دياجيرَ الصّباحُ

وعلى الأزهارِ تُرمى جمَراتٌ

ولطفلٍ وادعٍ يعلو نُواحُ

ويغيبُ الحُسْنُ عن وجهِ الصّبايا

ومِنَ الشُّبّانِ لا يُرجى نجاحُ

والشّيوخُ الرّعبُ يكويهم بنارٍ

وبهِ للأرضِ تزدادُ جراحُ

لا لموتٍ تبتني دنياهُ حربٌ

قالَها واضحةً فيها صياحُ

وإلى السّلْمِ مضى غيرَ مبالٍ

بعدوٍّ عندهُ القتلُ مُباحُ

صارخًا في وجهِهِ: ارحلْ عن بلادي

إنّها ليْ ولغازٍ لا سماحُ

وجنى الفوزَ بلا سفكِ دماءٍ

وأتتْهُ مثلما اشتاقَ رياحُ

كم إليهِ اليومَ نحتاجُ لنحيا

بشَرًا أعراضُنا لا تُستباحُ

وخُطانا حُرّةً تمشي وفينا

صوتُنا أقوى يلاقينا مِراحُ

عُدْ لغاندي وتعلّمْ كيف تغدو

بطلًا عن مجدِهِ ليس يُزاحُ

ماتَ إنسانًا وناداهُ خلودٌ

ومثيروُ الحربِ قد زالوا وراحوا

٦ / ١١ / ٢٠٢٣