في الثّالث عشر من شهر أيار ١٩٨١
تعرّض القدّيس البابا يوحنا بولس الثّاني لمحاولة اغتيالٍ من قبل شخصٍ تركيٍّ يدعى محمّد علي آغا كادت أن تودي بحياته
وقد سامح البابا الجاني وطالب السّلطات الإيطاليّة بالإفراج عنه وزاره في سجنه وصلّى من أجله ممّا كان له أعظم الأثر في نفسه وعندما تمّ الإفراج عنه جاء إلى الفاتيكان ليضع وردًا على قبر من أراد قتله يومًا
وهكذا انتصرت المحبّة
هاتِ وَردَكَ ضَعْهُ على قبرِهِ
لتشُمَّ السّماءُ شذا عطرِهِ
كانَ قِدّيسَ عصرٍ زها نجمُهُ
فهنيئًا لراءٍ رُبى عصرِهِ
وأبًا عاشَ للكلِّ لمْ ينهزمْ
خنجرُ الشّرِّ ما نالَ مِنْ صدرِهِ
وسقى ظامئًا ماءَ بِرْكتِهِ
واغتذى جائعٌ مِنْ عطا خيرِهِ
وسما هازمًا قُبْحَ عالَمِنا
لمْ يقُدْهُ أسيرًا إلى شرِّهِ
إنّهُ الفارسُ الحُرُّ ما اتّسختْ
يدُهُ وغزا الكونَ في طُهْرِهِ
غافرًا للمُسيءِ إساءاتِهِ
ساقيًا كلَّ ما جفَّ مِنْ نهرِهِ
ومعيدًا فضائلَ سيّدِهِ
واهبًا للّذي ضلَّ مِنْ فِكْرِهِ
واثقًا بالمحبّةِ ينشرُها
سرًّا وكذلكَ في جَهْرِهِ
بالمحبّةِ تحلو الحياةُ لنا
ويُخلَّصُ مَنْ غاصَ في جمرِهِ
ضعْ ورودَكَ مبتهجًا مكثرًا
كلَّ حينٍ إلى الموتِ مِنْ ذِكْرِهِ
فهو الحيُّ لا يختفي صوتُهُ
ساكبًا في الصّحارى غنى قَطْرِهِ
١٤ ١٠ ٢٠٢١