انطلقي

"ياسمين مقبلي" شابّةٌ كرديّةٌ من شرقنا الحبيب تعيش في الغرب وتقود رحلةً فضائيّةً نحو القمر في  السّادس والعشرين من آب ٢٠٢٣

 
 
انطلقي
أمامكِ الفضاءُ واسعٌ ومبهَمٌ وناعِسٌ
يحبُّ كلَّ من أبوابُه يطرُقُها بقوّةٍ وجرأةٍ
ومعْهُ يأكلُ الزّبيبَ في الصّباحِ والعسلْ
 
ويحتسي النّبيذَ في الّليلِ
وفوق وجهِهِ يطبعُ أجملَ القُبَلْ
 
انطلقي
لا تنظري إلى الوراءِ
حُرّةً طيري
وطيري
ودّعي أزمنةً عتّمَها الغبارُ
واهجري أماكنًا
جرى في دمِها سمُّ العِللْ
 
وحطِّمي جِرارَ ماءٍ حامضٍ ملوَّثٍ
لا تشربيهِ
ابتعدي عن حائطٍ
يرفضُ أنْ تزهوْ عليهِ لوحةٌ مرسومةٌ بريشةِ الأطفالِ
واهجري غناءً ميّتًا
ولعبةً مملّةً مَقيتةً
ومعطفًا متّسِخًا
ومركبًا معطَّلًا
وحنطةً مغشوشةً لا تُشبعُ الجوعى
وشِعرًا يابسًا
عن كرْمِهِ نأتْ عناقيدُ الغزَلْ
 
انطلقي
ومشّطي شَعرَ النّجومِ
واكتبي فوق الغيومِ قصّةً جديدةً محبوبةً
لا تنتهي أحداثُها بخيبةٍ
وكلُّ مَنْ فيها بطَلْ
 
ولْتُنشِدي أنشودةً سريعةً راقصةً
لا عيبَ فيها
تطردُ الأحزانَ والأوهامَ والأسقامَ
والّذي بنا فجّرَ ينبوعَ الكسلْ
 
طِيري مع النّسورِ
حلِّقي لأعلى
واحملي للقمرِ السّهرانِ
ما يحبُّهُ في ليلِهِ من الحكاياتِ ومن أرغفةِ الحياةِ والمعنى
وقولي :
إنّني أنثًى
بوجهٍ آخرٍ
وفتنةٍ أخرى
وخطوٍ آخرٍ
ولن أكونَ قطّةً لأحدٍ بعدُ
ولن أظلَّ في دنيا غدي جاريةً سجينةً منسيّةً مقموعةً بلا عملْ
 
انطلقي
لا تيأسي
ولا تبالي بكلامِ السّفهاءِ
مزِّقي أوراقَهم
وكسّري أقلامَهم
وأطفئي نيرانَهم
ولْتهتِفي ساحقةً رأسَ الخجلْ :
 
امرأةٌ أنا
وقد ذوتْ جِنانُ مَنْ إلى أحضانِ خصبي ما ارتحَلْ

القس جوزيف إيليا
٣١ / ٨ / ٢٠٢٣

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

353

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة