عدد الابيات : 20
يَا نِزَارُ، يَا سِفْرَ الْغَرَامِ الْمُنْتَظَرْ
قَدْ جِئْتُ أُحْيَا بَيْنَ أَشْعَارِ السَّحَرْ
أَنْتَ الَّذِي أَغْوَيْتَ قَافِيَةَ الْهَوَى
حَتَّى غَدَتْ كَالْبَحْرِ، تَسْرِي كَالسَّحَرْ
كَشَفْتَ عَنْ وَجْهِ الْحَبِيبَةِ سِرَّهَا
وَأَقَمْتَ فِي دُنْيَا الْعُشَّاقِ الْأُسَرْ
كَتَبْتَ عَنْ شَفَتَيْهَا وَرْدَ الْقَصِيدِ
وَزَرَعْتَ فِي خَدَّيْهَا لَيْلَ السَّهَرْ
يَا شَاعِرَ الْأُنْثَى، أَيَا عَاشِقَ الْهَوَى
مَنْ ذَا يُضَاهِي عِشْقَكَ الْمَمْزُوجَ بَحَرْ؟
رَأَيْتُ فِي حَرْفِكِ مُلُوكًا تُلْهِمُ
وَأَحْرُفًا تَعْلُو كَأَنَّ اللَّيْلَ شَعَرْ
أَمَا كَتَبْتَ بِأَنَّنِي أُسْطُورَةٌ
تُغْرِي الْقَصِيدَ وَتَحْيَا فِي الْخَطَرْ؟
أَمَا رَسَمْتَ بِأَرْضِنَا أَوْجَاعَنَا
وَنَقَشْتَ بِالْحَرْفِ الْحَقِيقَةَ وَالسَّفَرْ؟
يَا مَنْ زَرَعْتَ بِدَاخِلِ الْعُشَّاقِ نَارًا
هَلْ مَا زِلْتَ تَحْيَا فِي رُبَا الْقُمَرْ؟
فِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْكَ أَشْعَارُ السَّمَاءِ
فِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْكَ أَسْرَارُ الْقَدَرْ
هَا قَدْ أَتَيْتُكَ فِي مَعَارِكِ حُبِّنَا
أَحْيَا كَأَنِّي فِي الْقَوَافِي مَنْ يَظْفَرْ
فِي كُلِّ حَرْفٍ مِنْكَ أُبْصِرُ أُمَّتِي
وَأَرَى الْغَرَامَ يُضِيءُ أَسْرَابَ الشَّرَرْ
أَبْكِي لِأَنَّكَ مِنْ جِنَانِ قُلُوبِنَا
وَأُغَنِّي لِأَنَّكَ حُلُمُ السَّمَرْ
مَا كُنْتَ وَحْدَكَ يَا نِزَارُ بِعِشْقِنَا
بَلْ كُنْتَ فِينَا كَالصَّلَاةِ بِلَا ضَجَرْ
كَتَبْتَ عَنْ بَيْرُوتَ نَهْرًا مِنْ لَظَى
وَالْيَاسَمِينِ وَقَدْ غَدَا جُرْحًا وَعِطَرْ
وَالْيَوْمَ جِئْتُكَ يَا نِزَارُ مُنَازِلًا
لَا كَارِهًا، بَلْ عَاشِقًا شِعْرَ الْبَصَرْ
هَلْ لِي مَكَانٌ فِي الْقُلُوبِ كَمَا غَدَتْ
أَبْيَاتُكَ الْغَرَّاءُ كَاللَّيْلِ الْوَطَرْ؟
أَنَا قَادِمٌ بِالشَّعْرِ أُهْدِي عَالَمًا
حُبًّا يَفِيضُ عَلَى الْحَيَاةِ بِلَا كَدَرْ
فَلْتَسْمَعِ الدُّنْيَا نِزَالَ قَصَائِدٍ
فِيهَا مِنَ الْإِبْدَاعِ مَا يَبْقَى عُمُرْ
1280
قصيدة