وإنّكَ حيٌّ صوتُ موجِكَ ما انطفَأْ

ولا فوقَ جدرانِ المَدى نقشُكَ اهترَأْ

وما زلتَ تجتازُ الأعاصيرَ ثابتًا

عنيدًا ولا رملٌ على ظلِّكَ اجترَأْ

تسافرُ للنّجْماتِ تسكنُ صدرَها

ومِنْ شفةِ الأطيارِ يحلو لكَ النّبأْ

وتعشقُ بستانَ الخيالِ مرتَّبًا

بكلِّ ثمارِ الحُسْنِ والبهجةِ امتلَأْ

وتمضي إلى التاريخِ ترسمُ وجهَهُ

بهيًّا وللإشراقِ تُرجِعُ ما صدَأْ

وإنّكَ لا تهوى شرابًا ملوَّثًا

ولا مَنْ على سُوْرٍ مِنَ العتْمةِ اتّكَأْ

ولا لستَ ترضى بالضّحالةِ موردًا

ولا بالّذي جرحًا بما شئتَهُ نَكَأْ

طقوسُكَ لن تبلى خرائطُ زهوِها

وباقيةٌ دُنياكَ يقصِدُها المَلَأْ

ولن يُزدرى في أرضِكَ العشبُ دائمًا

سيبقى لأغنامٍ نما جوعُها الكَلَأْ

وإنّكَ لن تفنى بضربةِ ضاربٍ

وسوفَ يلاقي خيبةً مَنْ هُنا هَزَأْ

فإنَّ فراديسَ الخلودِ عطيّةٌ

لمن نحوَها في همّةٍ سَيرَهُ بَدَأْ

٤ / ٨ / ٢٠٢٣