الديوان » القس جوزيف إيليا » من يرى دمعكِ؟

من يرى دمعَكِ؟
 
مَنْ يرى دمعَكِ 
والدّهرُ عصاهُ ألهبتْ ظَهرَكِ 
والنّارُ غزتْ دنيا حقولِكْ؟
 
ومَنِ القارعُ بابًا لكِ 
يعطيكِ رغيفًا 
أو كتابًا 
ويعزّيكِ 
وقد جفّتْ بساتينُ فصولِكْ؟
 
ومَنِ السّامعُ أنّاتِكِ في الّليلِ 
ومَنْ يدفعُ عنكِ الموجَ والطّينَ 
ويبني مِنْ زهورٍ يانعاتٍ مدنًا لا تتلاشى فوقَ أكتافِ تلولِكْ؟
 
مَنْ تراهُ ذلكَ الفارسُ 
يأتيكِ نقيًّا 
وجميلًا 
وقويًّا 
ليس يخشى مِنْ ذئابِ الوعرِ 
أو مِنْ لسعةِ الأفعى 
ويبقى مُخصِبًا مرعى خيولِكْ؟
 
وحدَكِ الأشواكُ تُدميكِ 
ويُرمى فوقَكِ الرّملُ 
فتنسَينَ بلادًا 
عشتِ فيها عرسَ أحلامِكِ 
لمْ تنكسري كالقَشِّ 
أو تنطمري تحتَ طلولِكْ 
 
آهِ 
آهٍ 
كلُّ مَنْ حولَكِ 
أمسى صخرةً 
صمّاءَ 
خرساءَ 
وعمياءَ
وعرجاءَ
فلا تنتظري مِنْ أحدٍ شِعرًا 
ولا أغنيةً
وحدَكِ غنِّي 
واشربي قهوةَ مستقبَلِكِ الآتي 
وليْ وحدي 
يدًا مُدّي 
فإنّي مسرعًا نحوَكِ أجري 
وأصلّي معْكِ 
ممّا علّمتْني قولَهُ أمّي فتًى 
وانتظريني ذاتَ يومٍ 
مُطلِقًا عزْفَ طبولِكْ.
١٦ / ٥ / ٢٠٢٣

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القس جوزيف إيليا

القس جوزيف إيليا

353

قصيدة

شاعر سوري يكتب الشعر العمودي والتفعيلة

المزيد عن القس جوزيف إيليا

أضف شرح او معلومة