عدد الابيات : 21
أَلَا يَا حَبِيبَةَ الْقَلْبِ، هَلَّا تُجِيبِي
فَقَدْ ضَاقَ قَلْبِي وَالْفُؤَادُ كَلِيمُ
فَيَا سُلْوَةَ الرُّوحِ وَيَا بَهْجَةَ الْفُؤَادِ
لَكِ الْعَهْدُ مَا حَنَّ الزَّمَانُ وَمَا يَدُومُ
وَمَا لِي سِوَى ذِكْرَاكِ عِنْدِي عَزَاءُ
إِذَا غَابَتِ الْأَحْلَامُ، لَكِ الدَّمْعُ نَدِيمُ
كَأَنَّكِ شَمْسٌ فِي الدُّجَى إِذْ تَجَلَّتْ
وَعَيْنَايَ مِنْهَا فِي الضِّيَاءِ تَنِيمُ
وَلَكِنَّ حُبِّي خَالِدٌ فِي وُجُودِهَا
كَمَا الرُّوحُ تَبْقَى، لَا يُفْنِيهَا الْهُمُومُ
إِذَا نَطَقَتْ يَوْمًا، فَصَوْتُ حُرُوفِهَا
يُذِيبُ فُؤَادِي قَطْرَ شَذَى النَّسِيمُ
فَيَا لَيْتَ عَهْدَ الْوَصْلِ يَبْقَى بَيْنَنَا
فَإِنِّي أُحِبُّ الْعَهْدَ، رَغْمَ الْغُيُومُ
أَقُولُ إِذَا مَا الْبُعْدُ صَارَ رِوَايَةً
وَهَلْ يُنْسَى قَلْبٌ تَمْلَؤُهُ الرُّسُومُ
فَمَا زِلْتُ فِي حُبِّكِ أَشْقَى وَأَهِيمُ
وَأَحْمِلُ فِي قَلْبِي لَكِ الْحُبَّ الْعَظِيمُ
وَمَا لِلْهَوَى لَذَّةٌ غَيْرَ وَصْلِكِ
وَمَا عَادَتِ الدُّنْيَا بِغَيْرِكِ تَدُومُ
أَيَا حُسْنَهَا فِي الْقَلْبِ ظَلَّ مُقِيمُ
وَفِي مُقْلَتَيْهَا سِحْرُ جِنَانِ النَّعِيمُ
أَرَى فِي هَوَاهَا سِرَّ كُلِّ عِشْقٍ
وَعَهْدًا كَرِيمًا لَا يُخُونُ الْعَزِيمُ
وَمَا زِلْتُ فِي دَرْبِ الْهَوَى أَتْبَعُهَا
وَقَلْبِي لَهَا مَأْسُورٌ، حُبٍّ سَلِيمُ
أَقُولُ إِذَا مَا الْبُعْدُ صَارَ حِكَايَةً
وَهَلْ يُنْسَى قَلْبٌ تَمْلَؤُهُ الْوُسُومُ
وَيَا حُبَّهَا، إِنْ قُلْتُ أُفْنِي حَيَاتِي
فَكُلُّ حَيَاتِي فِي الْهَوَى لَا تَدُومُ
أَلَا يَا حَبِيبَةَ الْقَلْبِ، هَلَّا تُجِيبِينِي
أُقْسِمْتُ مَا أَنْفَكُّ عَنْكِ دَقِيقَةً
فَحُبُّكِ بَحْرٌ لَا يَجِفُّ قَدِيمُ
1280
قصيدة